ساديَّةُ العشق - حمد حميد الرشيدي

ذوقي من الشوق ما أزرى بأحبابِكْ
مما بهم لا شفاك الله مما بكْ

عسى هواكِ الذي أعيا جوارحنا
يبلاك يوماً كما كنا ابتلينا بكْ

حتى تُلاقي الذي لاقته أنفُسنا
مما تعانيه من جُرح بأسبابِكْ

يا طفلةَ العشق كم قلبٍ لعبتِ به
كما تشائين من لهوٍ بألعابكْ

فَجّرتِ فينا براكين الهوى حِمماً
لهيبُها لم يذوِّب ثلج أعصابِكْ

جميلةٌ أنتِ مغناجٌ مكابرةٌ
تمشين والأرض اطرافٌ لأثوابِكْ

عنيدةٌ غِرّة الإحساس فاتنةٌ
ماذا تبقَّى تُرى من بعض ألْقابِكْ

تُغرين بالوصل صبّاً من براءته
يظنه ملَك الدنيا بإعجابِكْ

ترينه بسمة تفترُّ عن شفة
تحمرُّ فيها منايا غُرِّ أنيابِك

وأنتِ أبعد من نجمٍ يُسامره
إذا سجا اللّيل مسودّاً كأهدابِكْ

بين الرّجاء ويأس يستبدُّ به
يخشي من الزهر ما يخشاه من غابِكْ

لقد مللنا ألاعيب الهوى زمناً
عشناه أشباه حُضّارٍ كُغيّابِكْ

ما عاد يُضحكنا هذا الشباب ولا
يُجدي البُكاءُ على ماضٍ لُشيّابِكْ

لا بارك الله في أرضٍ بنا رَحُبت
إذا وقفنا مجانيناً على بابِكْ

© 2024 - موقع الشعر