نوح الحمامه - عبدالله العبدلي

إرقد وخل اللي زمانه يلاحيه
يشيل همّه لين يوم القيامه
لا تجرحه مدام حزنه مخاويه
خله ولا تِكثر عليه الملامه
كل ما تذكر ما فعل فيه ماضيه
بيّن عليه إمن المئاسي علامه
من يوم مات اللي يحبّه ويغليه
واصبح يتيم و راس ماله حزامه
يصيح من هم الزمان و طواريه
ويجاوب إمن الضيق نوح الحمامه
يفز فزّة من وقف دون غاليه
ويجر صوته في طويل العدامه
تايه ولا يلقى رفيقٍ يدليه
ومن صدمة الفرقا تراخت عظامه
في كل ليله ضيقته ما تخليه
حتى منامه ما هنا في منامه
عايش يتيمٍ ف الزمان وبلاويه
وعاف الكرى و الناس و الإبتسامه
شاعر تعلّم و الليالي سرت فيه
وكب البكى واختار درب الكرامه
رغم الحزن والجرح والفقر و التيه
ثابت ولا يرضى يشوف إنهزامه
لو شح كف الوقت ما شحّت إيديه
لو ما ملك غير القلم و العمامه
باقي على دينه وحافظ مباديه
ودايم يبرهن ف المواقف كلامه
لو كان يكتم ما سكن في محانيه
ويعض من دنياه كف الندامه
صامل ولا يمكن ظروفه تثنّيه
وإن طاح طاحت هيبته وإحترامه
يصبر على دنياه واللي يعزيه
إنّه ب عين الناس عالي مقامه
وإن زادت همومه وتاهت خطاويه
والليّل خيّم فوق راسه ظلامه
رفع يدينه يرتجي عفو باريه
ودموع عينه مثل وبل الغمامه
يرجيه في وسط القبر ما يخليه
ويظلّه ابظلّه ب يوم القيامه
© 2024 - موقع الشعر