رغم الموات

لـ خالد قاسم، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

رغم الموات - خالد قاسم

تُرى من أنا ؟ يا نسيم الصباحِ
أطيفاً تراقص في الأمنياتِ
على سُلَّم الليل يبقى لقائي
وأصعدُ فوق منابر يأسي
أشدُّ الأراضيْ التي أنبتتني
إلى غيمةٍ في السماءِ
إلى عالمي المستنيرِ بحلمي
سويًّا هنا في انتظار الرحيلِ
إلى دوحةٍ ظلُّها من ضلوعي
لأفرشَ فوق غيوم الظلامِ
ضياءَ السنين بخد المساء – اللواتي -
تشمُّ أريجَ الصفاء بأنفِ المحالِ
بعينيكَ دمعي ودمعي
هنا في عيونِ الحيارى
بعينيك فرحي وفرحي
هنا في غصونِ الأماني
وقلبُ الذي لا يخون القلوبَ
تعلَّم من خائنيه الأمانةْْ
تعلَّم من سامعيهِ الصموتَ
تعلَّمَ ألا يخون الخيانةْْ!
تعلَّمَ أن الربيعَ الذي كحَّل الياسمينَ
سيأتي لنا في خريفِ النذالةْ
وسيفُ الرجولةِ حتما سيقطعُ جذرَ المهانةْ
أيسقطُ بكرُ الكلامِ على شفة المادحينَ؟
ويخطيءُ من يقرؤون الحروفَ الأوائلَ في –
تمتمات الأعاجمْ
أنبتاع كل الحروف بحرفٍ جرى في الحناجرْ؟!
سيكبرُ في السنبلاتِ الجياعُ
ويكبرُفي الأمنياتِ الضياعُ
ووجهكَ هذا الأبي الزكي
يفتشُ عن جسمنا للبقاءِ
يفتشُ عن روحنا للبهاءِ
يراهنُ رغم المواتِ-
بقاء الربيعِ الذي نام وسْط الأفولِ
***
تمتَّعْ بنصفكَ هذا الأسيرْ
وخذني بأسركَ علّي أطيرْ
ومدِّدْ ظلاليَ في سوسناتكْ
وغرِّد كما غرَّد الآخرونْ
وغرِّدْ كما غرَّد الأخرونْ
***
© 2024 - موقع الشعر