اقبليني

لـ خالد قاسم، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

اقبليني - خالد قاسم

(1)
 
اسكبيني بسمةً في كلِّ حزنٍ يحتويكِ
علّقيني من دموعي فوق يأسي
واسألي عني صمودي
عندما ذوَّبتُ ضعفي
في جبالٍ من همومي
تحت عرش الليل غادرتُ الليالي !
حين أقصاني العناءُ البكرُ, ليلاً عن سنا ميلاد فجري
حين تغزوني دمائي في هجير الإنهزامِ
حين ينجو ما تبقى من كياني
اسألي عني فَنَائي
مزِّقي أستارَ صمتي , لفلفيهِ بارتعاشاتِ البواحِ
أغلقي أبواب يأسي
بالأماني الثائراتِ
واغسليني كلَّ يومٍ من ذنوبِ العاشقاتِ
بلِّلي ظمْأى الأقاحي
من عطور الفجر فيكِ
كيف أني قد أسَرتُ العمرَّ
روَّاحاً بدربِ الفاتناتِ
فتنتي في الحبِّ أنتِ
أنتِ كلُّ الفاتناتِ
(2)
كنت قد بللتُ قفر البعد من ماء الحروفِ
خلتُ أن الشعر قد يروي قفارَ الاغترابِ
كان حلمي مثل قلبي
عاثَ فيه الليلُ يخفي ما تبقّى من بياض الضوء فيهِ
كنتُ أرسو قرب شطآن القصيدةْ
تعتريني كلُّ أسبابِ الجفافِ
قد يشقُّ الآن حلمي كلُّ سيفٍ من ضياعي
سوف أبقى في همومي
ربَّما يحميكِ ضعفي
 
 
 
 
(3)
كان طيشي في ابتدائي
غارقاً في مستقرِّكْ
كنت أُكوى من معين الحب لو غارتْ...
دموعي في سماكِ
كان جذري في هواكِ
حاملاً أغصانَ حزنكْ
ربّما تنمو دموعي ذاتَ حزنٍ فوق غصنكْ
إن يكن ذا الطيش عندي
سابحاً في بحر ذنبي
أطفُ فوق الموجِ علّي
سوف أنجو , غارقاً قي كل يمِّكْ
بعد بدء الجرح إني
بعد أنْ غارتْ خطايَ ...
في أراضِي الإنتظار
ها أنا يوماً أعودُ
حاملاً همّي بهمِّكْ
(4)
ذاتَ همسٍ من بواحِكْ
شدَّني قلبي إليكِ
كنتُ أُصغي
قلتُ أُكوى مِن جراحِكْ
علّني بالجرح أُشفى
قلتِ لي - إلزمْ جراحكْ-
قلتُ كلّا
فارتميت العمر وحدي في سجونكْ
واستباحتني رماحكْ
(5)
ثم قرَّرتُ الرحيلَ
كان أدماني الذبولُ .
رغم ما بيْ من جراحٍ رغم ما بيْ
منذ آلاف الجراحِ
سوف أسري في دياجي البعد فيكِ
أرتوي من نبعكِ الفيَّاضِ عشقاً
رغم ما بي من جراحٍ رغم ما بي
كنت أعدو فوق أكتاف الرواحِ
ضمَّني جمرُ التباكي
حين أضناني النواحُ
في أراضي الزهرِ – يأسي –
قلتُ أحيا دون زهْرٍ
في أراضٍ مالحاتٍ
دون نبضٍ في قلوبٍ قاسياتٍ
غربتي واليأسُ زادي
في سواد الأمنياتٍ
ها أنا يوماً أعودُ
بالدموع الراسياتٍ
لم يزلْ دمعي جبالاً
في مآقيَّ المواتْ
ها أنا يوماً أعودُ
ليس عندي غير خمسينَ شتاتْ
فامنحيني بعد عسرٍ بعضَ آيات الثباتْ
ها أنا يوماً أعودُ
حاملاً كل انهزاميِ
في يدِ الأشياء بعضي
أكسر الأمواجَ هذي الموصَدَاتْ
حينما يكسوكِ ظني
من بحار التيه آتْ
رافعاً كل انحنائي
قد حَنتْ أمواجُ حزني ظهرَ فرْحي
ها أنا يوماً أعودُ
فامسحي عني السرابْ
واغسليني من أفولي
 
***************
© 2024 - موقع الشعر