أصافح بعضي - خالد قاسم

أشاكس آخري دَهْراً
وأرقبُ أولي لمَّا
تُذوِّبني بحُرْقاتي
وأزهي الصبحَ ,قد أطفو
على صفحاتِ إشراقي
وأثقبُ في بحارِ الصمتِ دائرتي
أبوحُ ببعضِ آلامي
أعلِّقُ في سواحلها
حبالَ الموتِ كي أنجو!
وأصعدُ في مدارجها
فأهبطُ في براكيني
ألملمٌ قطر أغنيتي
على نيران أجوائي
فيصرخُ صمت ذاكرتي
على عَرَصاتَ أشلائي
حصى الأوهامِ أجمعُها
صخوراً في ممرَّاتي
فأزرعُ في سنابلها
جذوراً من عُذيقاتي
ربيعُ اللحظةِ الآنَ
بيادٍ في لُحيظاتي
(2)
وتأخذني مسافاتي إلى غدنا
ووجهيَ قد يفارقني
ويسبقُني على أهدابِ خطوتنا
تنامُ الآنَ يقظتُنا
وكنَّا لا نسلِّمها إلى سِنةٍ تفرٍّقنا
أتسكنُ في عيونِ الشمسِ عتمتُنا؟
سأغسلُ في الضحى شمسي
وأغلقُ كلَّ عالمنا
بمفتاحِ النداءاتِ
وأدخلُ بابكَ المائي من أعلى صلابتنا
بعيني سوف أمسكُ ماءكَ المسكوب في نَهَري
وأحملُ بين أجنحتي رياحَ البيدِ تحملني
إلى واحاتِ عينيكْ
هنا قدري...
وبعضٌ من تباريح المنى رقصتْ ...
على يأسٍ يغلِّفنا
تلقِّنهُ حروفَ الحزنِ وقت مماتِ مَولدنا!
هنا قدري...
وجدران النوى بُنيتْ بأوردتي
يسدُ طريقَنا جرحانْ
سأحملُ كلَّ صحْراءٍ على كَتفي
وأسقِطُها بنهْركَ – أيها الظمآنْ –
وتسألني
أبعدَ لقائِنا هجرٌ ؟
نعم هجرٌ ولي وصلٌ
إذا أحرقتَ ثوبَ الشمسْ
فقد ألبستها ثوباً
فدعْها تدفيء البسطاءَ من أهلي
بعدلِ ضيائها نورٌ
لكي تغتالَ هذا الظلمْ
ولي وصلٌ
إذا قدَّمتَ للبسطاءِ طعمَ الحُلمْ
ولو مُزجَتْ حلاوتُهُ ببعضِ السُمْ
© 2024 - موقع الشعر