لا أفــقَ لــنـــا - حصة مهنا البوعينين

ارفعوا سقف هذا المساء
لسيدة جاءها ملَهمٌ
و قال أراكِ وقد أجهدتكِ مواسمُ بيعِ الطيور
تُسام العذابُ على الأرصفة ...
و ينال المواجعَ منك دوامُ تعري الشجرْ ...
ألا تدركين بأني بديلُ الليالي إليكِ
و كانت تربتُ فوق منامكِ ملحا لبحر يموتُ
من الليل حتى بزوغ السحَرْ
و كانت عيونك بالملح غرقى
فّهلا اغتسلت بعذب عيوني ؟
وهّلا أفقتِ ؟!
لجرحك مأوى
فكوني هنا زهر حرفي ، سمائي
و كوني لوقتي الذي يجتبيك له سيدة
فافتحوا سقف هذا المساء لها
ليقولَ فلا أفْقَ لنا غير ظل السقيفة
حين يجيء النهارُ
و هذي السماء التي أشعلت نجمها
وأشارت إلى حمِلها
ثم قالت سأنجبُ حقلا
إذا ما التقى فارسان غداة غدا
سيكونُ صباحكَ نرجسًا
طلّ بي مترعا بالندى
سأكون أرى شبهي
سأطل عليه صعودا إلى اليابسة ...
لكن نرجسة واحدة
رمقتني على جسرها
في الضفاف القريبْ
سأرى و كأني مددت يدي
لأجس بها حدثا في يقيني حبيبْ
سيكون صباحكَ فّلة فاجأتني
و ارتمتْ قرب وجهيَ
أذكتْ ملاءةَ نومي
رأيتُ كأني نبذتُ السريرَ
كأني ذكرتُ مساءَكَ
كان مساؤكَ غيمةً من نبيذ
تقطّر منا ارتعاشُ الكلامْ
ذكرتُ السلامْ
ذكرتُ القصيدة
كانتْ بأذني دعاءَ يمام
ذكرتُ المكانَ
و بيني و بينك هاتفٌ
حاجزان
و بيني و بينك شاشةُ عرض الحديث
إناءُ زجاج لنبتة ماء
تُوَرّقُ شيئا فشيئا على المنضدة .
© 2024 - موقع الشعر