بوغاز يا جبل الرؤى...

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مصنف، آخر تحديث

بوغاز يا جبل الرؤى... - الطاهر الصوني

ألِطارق حنَّت خيولك أم جفا
عينيك نوم و استبد بك السهرْ؟

بوغاز يا جبل الرؤى مالي أرى
بالصدر جرحا غائرا به قد وقرْ؟

للبحر جئتَ معاتبا ، تبكي على
دار عفَت ، لك ، و انمحى عنها الأثرْ

تبكي فيبكي مرفأ البحر الذي
فيه كتبت المجد تاريخا عطرْ

مالي أراك تقضك الأمواج من
زمن العواصف و الردى فيك انتشرْ

ما لي أراك تنادم الموتى هنا
و تلوك صخر البحر بعد أن انتحرْ

بوغاز يا وجعي و يا وجع الترى
آلمتني و تركتني بين الحفرْ

جئتُ الفيافي هاربا من كبوتي
و قصدت وجهك راغبا في المستقرْ

فوجدت أطلالا تنام بها الدمى
و البحر يسكب دمعه ، عنك انحسرْ

ألطارق حنت خيول المنتهى
صهلت فروعك الصدى لما انكسرْ؟

بوغاز، يا بوغاز كم عرسا أقم
ت و كم شهيدا زُفَّ و كم قُبرْ

في اليم من غاز ، بنيت له الردى
حصنا ، فجاوز ثم ألقى فاندثرْ

كم مسرحا شُدت إليه رواحل؟
كم معلما شيدت أيدي البشرْ؟

بوغاز يا أنشودة المطر العني
ف و يا عواصف ترتدي ثوب الكدرْ

بوغاز يا فرح المدائن هل ترى
بعد العجاف سنون خصب تنهمرْ

بوغاز يا حزن المرافئ دمعة
أنت اشتهتك النفس بعد أن احتظرْ

ما كان منك من التمنع في الوغى
و العنفوان نسجته كي تنتصرْ

بوغاز يا بوغاز ماذا بعد ذا
الصمت ، انكسارأم تراه المزدجرْ ؟

يا ثغر يا محتل ماذا تنتظر ؟
كفكف دموعك ، فالمدى فيه العبرْ

أرضيت يا سبت المدائن بالقيو
د؟ رضيت بعد العز بالخزي ؟ ، انتصرْ

أرضيت يا بوغاز بالعيش الرغي
د مزيف ؟ و تركت مجدك يندثرْ

ماذا اعتراك و أي بحر أنت قد
أضحيت بعد أن استتب بك الخطْرْ

© 2024 - موقع الشعر