حمام على صدر يافا - حصة مهنا البوعينين

وماذا تبقى من الريح
غيرُ الصفير الجريح
ورجْعُ الصدى
مرّ ما نال منكَ
سوى أنه
قد أذاب البياض
وطاف يندّف من فوق عرشكَ
إن جس دفئاً
على ساعديك انتشى ؟
و ماذا تنال الصواعق منكَ
وأصلك في العمق يزهو
وفرعك حضن لقلب المدى ؟
ألا كيف قل لي
سيكفيك سطر يعاقر أحزانه ؟
أم الحرفُ نارٌ
سيلهبُ صدرَ القصيدة
حتى ُيضاءُ سؤالٌ
فبالله كيف أكاتب وجهًا
تخّضب في مجده ؟!
وأشحذ قوليَ مما تصاعد
آهات قلب يؤوب ؟
يكثف غيماً ؟!
سحاباً ؟!
شموسُ البيادر وجهكَ
قل لي :
أ أرسم منه هلالاً ؟!
بدراً يوقّت للخصب بين الفصول ؟
وتشرين عادَ
و لم ينتدبْ خطوه شجرٌ
لم يات قطرٌ ينضّدُ ما تكتنزه الحقولْ
بأرضكَ قل لي
متى اخضر غصنُ اليباس
على زند عكا
و كيف يفرّعُ فتيانه
فوق هذا المسجّى
فقل لي: – افتدتك الشتائلُ
تحت السنابكِ
في اليتم تنمو –
قناديلُ زيتونة أقسمت لا تمس
بيارقُ عرسكَ
فوق الشواهد
بالثقب تخفقْ
زغاريد امكْ ....!
حمامٌ يحط على صدر يافا
مناديلها تتفصد ملحاً لخبزكَ
قل لي – افتدتك الشقائقُ
ترنو إلى نعمانها
أ يشعُ رفاقكَ عشقاً على خصرها
فترشحُ ما يتخلقُ فيها ؟
بوجهكَ قل لي !!
بقبضة كفٍ
دعا حجراً لمنام الرحيل
فكان ارتحالاً إليها
إلى صهوة بالمآذن تتلو :
فهزي إليك بجذع اليقين
يجللُ نخلاً
يكاد الهجير يفتت أوصاله
وهزي يقيناً يعيد إلى بردى خفقه
ضلع يهيبُ وضلع يفيض
إلى النيل
للنيل ألف ذراع
ملايين هذي الصدور
التي استنفرت جرحها
فهل قلتَ شيئاً عن النهر قبل الأفول ؟
لماذا البحارُ تكابدُ طلقا
و ماردها لا يزال
يؤجلُ فيها مخاضَ العصور
يطارحكَ التلُ والمرجُ وجداً
يؤجج في سفحه فعلَ ( كنْ )
لتكون الحريقَ
الطريقَ الذي غيره لن يكون
© 2024 - موقع الشعر