السفر إلى مدن البدر

لـ حسين عتروس، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

السفر إلى مدن البدر - حسين عتروس

أنام في جفوني... إنتمائي
 
بلا فجرٍ بلا شمس المساءِ
بلا بدرٍ بلا شعرٍ أناجي
 
أعيش الليل في أرق السماءِ
سماء العاشقين بلا غساقِ
 
و يوم الحالمين بلا فضاءِ
 
و هذا البدر يرفعنا إليه ِ
و ذاك السحر من سرّ الضياءِ
و هذا الليلُ يمنحنا نجوما
وبدر الليل يهوى بالوفاءِ
و أنتَ البدر تغشاها الليالي
تعانقُ عاشقا ألم البقاءِ
تعلمنا الحياة بلا أفولِ
و كيف الضوء يبزغ في الشتاءِ
و كيف الفجرُ يسكنه ضياءُ
إذا ما البدرُ يزرع فجر ماءِ
أيا بدرُ...
أناغي الضوء يحملها الهواءُ
أتحت العرش كان الإستواءُ...
 
يدغدغني أخاطبه صغيرا
يلامسني اقترابُ...
و كان الطفل يسعد بالتناغي...
و يحرقني...
 
ألامس حرّ هذا الإغترابِ
أيا بدرُ...
هوى النجمُ...
يؤرقني الشهابُ...
كما الشيطانُ طاردهُ الكتابُ...
و يبقى الجرحُ ينزفُ من قرونٍ
فهل قمر السماء انشقّ من حرّ الوصولِ
أيا بدرُ...
 
هوى القلبُ
فهل يبقى الفؤاد جروحهُ تسقي الذبولَ...
يسافر قلبنا في رحلةٍ غنّتْ حنين الإفتراقِ
وليالي الإنكسار دموع شوقٍ
تعيد حنان دفءٍ مات في قحط الضفافِ
 
أيا بدرُ...
توزّعنا مساءً...
و في عشق الهلالِ...
توزّع شعرنا مثل النجومِ
يواقيتَ امتحانٍ، تولد الخنساءُ في رحم الشقاءِ
و يورق عشقهُ سفْر السلامِ
نما الشعراءُ في زمن الغيومِ
 
أيا بدرُ...
زكى القلبُ...
و يخنقني هوى نجمٍ و حاضنةٍ هناكَ...
نما العشقُ...
و في القلب اغترابٌ في المساءِ
أيا بدرُ...
و تقتلني الرماحُ...
شموخكَ علّم المفتون "أغترف الصباحَ"
كأشهى وجبةٍ في أزمن الوطن المحاصرْ...
 
***
من ديوان الرحيل
© 2024 - موقع الشعر