همس الفلا ..

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مُحدد، 477، آخر تحديث

همس الفلا .. - الطاهر الصوني

إقرأْ...
و تخترق المسافاتِ البعيدةَ أحرفٌ ،
هي انصهار الهمس في زمن
تمزق تحت حافره الترى ...
كانت لعُزَّى خيمة
من نارِ هيبتها ،
و غابات الجليد تنام في يدها ،
و أشتات من الحلم المزيف
منطوٍ في جبه
حين ابتداء هيامها ...
كانت تجر ذيول خيبتها
و تنهي ما تبقى من صهيل غرورها ...
في رقصها الصوفي
تورق ... تيبس الأسماء ،
تنجذب الرؤى ،
و يغيب في خيلائها
الصلف العروبي المراكم في المدى ،
و يمام ازمنة تؤرخ كبرياء الثأر
في أم القرى ،
و الفارس الورقي يحمل سيفه الخشبي
يمتهن الهوى ...
و مناةُ ... و اللات المزينة
استوى قربان ظلهما
على رمل الفلا ...
وقفت مناةُ هناك
يُسقَى تربُها خمرا ...
و يجيئها من كل فج ملحها يترى ...
قد أمسكت حلم الخليج
لكي تواري سوأتهْ ...
تتأرجح الأجساد في
يدها ،
و يمنحها ضمور الفكر يابسة
و بحرا ...
كي تشَرِّع ما تشاءُ ،
و هيَّ من
حجر أصم ، و القرابين ارتمت
تتلمس الآثار في ذل إليها ...
ترزح الأسماء من وجع النساء ،
تزخها
بالدمع ... قد صنعت لها ثوب الغواية
فارتدته و أمسكت عكازة ...
تسعى ...
تهش بها على الجوعى ،
و ترهب سادنا متمردا ،
ألقى يديه بجيبها ،
سرق السقاية ... و الغواية ...
و اختفى ...
و اللاَّت بينهما ... تشيع عريها
و الصدر منكشف ،
يقبلها لهيب الموت ... يدْنيها
فينهشها الأفول ... يكبُّها
في عمق ظلمته ،
فيكسِرها ... شظايا كي يلملمها اللظى
و يعيدها للإنصهارِ ،
بقبة الإغواء يحفر قبرها
في موسم الجوع المحنط في جزيرته
هناك ...
حيث يعذب الجوعى ... لكي تبقى
إلاهتهم تضاجع خبزهم ،
و تبيعهم عند المساءْ
ترنيمة ... تعويذة ،
غنت لآلهةٍ تفردها بقمح الريح
في زمن يئن
يصَبُّ فوق رؤوسها رجع الغلاةِ
و ما تبقَّى من تراب التيه يصْلبها
فينطلق الصدى
عبر الفيافي
كالعواصف تقلع الموتى ،
و من كانوا يبيعون السماء ْ
كي يشتروا أحجيَّةً ،
يتقربون بها إلى هاروت
أو ماروت ...
حين تدفق الأحجار
من وجع الفلاهْ ...
كي تستقر على رمال الهمس آلهةً
بشدو الريح ،
ينفثها الصدى ...
إقرأ...
ففارسك العروبي انتهى ،
و هبوب حرفك قد بدا يتلو تراتيل التجلي ...
في خشوعٍ ،
تنهض الأسماء من وجع الجبال ،
لتحمل الكلمات للأرض التي
أحيت لنا التاريخ بعد أفوله...
و تبارك النور الذي أعطى لمكة ،
ذات هجرته على خيل الرؤى
منها إليها ،
صولة تنزاح عبر هوائها
كلمات وحي قد تدلت
من عيون المنتهى .
© 2024 - موقع الشعر