الغوص - حسين خميس آل علي

يالسٍ يدّي ويتأمّل
البحر ويراجع أفكاره

يذكر أيام الزمن لأوّل
يوم كان الغوص وأسفاره

قمت أنا بتخبّره وأسأل
عن زمان الغوص وأخطاره

صدّ لي ثم قال لي: تمهّل
وإستمع من يدّك أخباره

قال: كنّا كل سنه نرحل
قاصدين الغوص في أبحاره

في البحر بالأشهر نكمّل
ما نشوف البر وغباره

كان منّا نوخذه المحمل
لي نحن نتّبّع أشواره

وكان منّا الغيص لي ينزل
للبحر ويغوص في أغزاره

وكان منّا السّيب لي يحمل
ياخذ من الغيص محّاره

ومنّنا لمجدّمي موكّل
له عمل يدّيه بأدواره

ومنّنا النّهام يللي يشل
يشدو بصوته وأشعاره

كنّا كلنا في البحر نعمل
إيد وحده إيد بحّاره

وكان منّا حدٍ تكاسل
ينضرب ويوسّم بناره

والبحر لو هاج ما نجعل
نفسنا (م) الخوف محتاره

كل منّا (ع) الله توكّل
راضي بحكمه وأقداره

والسعاده يوم بنقفّل
يوم كلٍ يرجع دياره

وأهلنا (ع) السيف تستقبل
وكل منهم شاخص أنظاره

يرقبون بشوق لي يحوّل
يايبٍ (م) المحمل بشاره

منّنا لي يرجع ويوصل
للأهل ويعود بأخياره

ومنّنا لي مات في المحمل
قبل لا يوصل إلى داره

يا زمانٍ مرّ وتبدّل
في القلب لا زال تذكاره

بس عليّه ما أقدر آطوّل
ذي علوم الغوص وأسراره

© 2024 - موقع الشعر