راحت الدنيا - حامد بن مايقه الحبابي

راحت الدنيا و شطّتها كلافه
ما بها متريّحٍ كون البهايم

تدّب اللي ما يطاوع للعسافه
لو عصا قامت تجرّه بالصرايم

و المغفّل لو تركها ما تعافه
تمنعه من غفلته لو كان نايم

لو تجنّب دربها فيها لقافه
ما تخلّي بالخطا قاعد و قايم

من تفكّر في خطا الايام شافه
و الليالي هي مكسّرة العزايم

لو يطول العمر تاليه انقصافه
ما يدومون البشر و الرب دايم

ظّل عودٍ كل ما حان انصرافه
صار عقب الظل تشويه السمايم

كل ما جاه الهوى و الحرلافه
الثرى مبعد و عرق العود عايم

إلي مضى ما فات قالوا يا حسافه
و الحسايف هي مقادير الهزايم

يالله يا عالم بسري و انكشافه
يا عظيمٍ في رجاك العبد صايم

لايذٍ بك لا تروّينا الكسافه
لا تحيج اللي لجابك للهلايم

و قتنا لو فيه لذّات و مرافه
الصقور اليوم صادتها الحمايم

و المقدم تابعه لحقه و طافه
و المؤخّر قدّمه نقل النمايم

شاب راسي من زماني و اختلافه
حاضره للدّرب الأول ما يلايم

الشّيم عند العرب صارت خرافه
بعض و الاّ البعض تهماهم ضلايم

يوجعك من طيّب الساس انحرافه
و الردي لمتابع الدنعات رايم

من تجمّل فيك بالمعروف وافه
بالجمايل يوم تقسيم الغنايم

جاحد المعروف يكفيه اعترافه
بالجحود و ذا يعدّ أمن الجرايم

ليت زراع الردى يسطي به آفه
لا جل بذره ما يسوّى له تمايم

قالها اللي عارفٍ ميزان قافه
من ردي القول و الحراق شايم

© 2024 - موقع الشعر