!! راحت فلانة !! - عبدالله بكر

توقعت البكى: دمع ٍ يغطي عورته منديل
وأثاري لمسة المنديل تنقص من علو شانه

تأملت المسار اللي بدت فيه الدموع تسيل
إلين إن زلزلت حصن الجفن من ركل بيبانه

دريت إن الحزن قام يتنكر في عباة الليل
على هيئة عجوز ٍ من بنات الفكر .. غيرانه

تريد من الحشى : بيت المواجع والقهر والويل
ولاتملك سوى ترديد جملة (( راحت فلانة ))

وأنا ماكان لي حيلة ولا لي بالخفى تأويل
مغير اغير الموضوع وأستفسر عن إمكانه

تقول إن الغرض ترتيب حفل ٍ صاخب ٍ بالحيل
على ذكرى وفاة القلب فجأة في يد إنسانة

أنا ادري يالعجوز إن الجنازة إطلبت تأجيل
عساها تلتقي خطوات بنت ٍ جِد شفقانه

لقتني عاشق ٍ كان إيتمنى للحشى قنديل
وراحت ... خلفت طفل ٍ يصارع ظلمة أحزانه

تسمت قسوة الهجران فيها (( معتقل تكبيل ))
تجور ولا نطق عرق ٍ بجسمي قصة لسانه

تقول إن السهم بالمسرحية لاطعن .... تمثيل
وهي تمسح بلاط الصدر من قطرات دمانه

الا يابنت وش جابك على درب الخطا والميل
اكيد إن العجوز اللي (( بنتني )) أهدتك خانه

اجل وش جاب منديل الطهارة ساعة التنكيل
لرجل ٍ ماعرف معنى السعادة وسط خلانه

يحسب إن البكى : دمع ٍ يغطي عورته منديل
وأثاريه السكون اللي يردد (( راحت فلانة ))

© 2024 - موقع الشعر