إنّ المُهاجِرَ حِينَ ييَبْسُـطُ كَفَّـهُ - جرير

إنّ المُهاجِرَ حِينَ ييَبْسُطُ كَفَّهُ
، سبطُ البنانِ طويلُ عظمِ الساعدِ

قَرْمٌ أغرُّ إذا الجدودُ تَواضَعتْ،
سلامى منَ البزري بجدٍّ صاعدِ

يا ابنَ الفُرُوعِ يَمْدّها طِيبُ الثّرى
َ وبنَ الفَوارِسِ والرّئيسِ القائدِ

حَامٍ يَذُودُ عَنِ المحارِمِ والحِمى
َ لا تَعْدمُنّ ذِيَادَهُ مِنْ ذائِدِ

و لقد حكمتَ فكانَ حكمكَ مقنعاً
وَخُلِقْتَ زَيْنَ مَنَابِرٍ ومَسَاجِدِ

وَإذا الخُصُومُ تَبَادَرُوا أبْوابَهُ
لَمْ يَنْسَ غائبَهُمْ لخَصْمٍ شَاهِدِ

و المعتدونَ إذا رأوكَ تخشعوا
يَخْشَوْنَ صَوْلَة َ ذي لُبُودٍ حارد

أُثني عَلَيكَ إذا نَزَلْتَ بأرْضِهِمْ
، و إذا رحلتَ ثناءَ جارٍ جامدِ

أعطاكَ ربي منْ جزيلِ عطائهِ
حتى رَضِيت فَطَالَ رَغْمُ الحاسِدِ

آباؤكَ المُتَخَيَّرُونَ أُولو اللُّهَى
، وَرِيَتْ زِنادُهُمُ بكفّيْ مَاجِد

تَرَكَ العُصَاة َ أذِلّة ً في ديِنهِ،
و المعتدينَ وكلَّ لصٍ ماردِ

مُسْتَبْصِرٍ فيها على دينِ الهُدى
َ، أبْشِرْ بِمنَزْلَة ِ المُقِيمِ الخاَلِدِ

أبلى بِبُرجَمَة َ المخُوفِ بها الرّدى
أيّامَ مُحْتَسِبِ البَلاءِ مُجاهِدِ

كَمْ قدْ جَبَرْتَ وَنِلْتَني بكَرَامة
ٍ و ذببتَ عني منّ عدوّ جاهدِ

لو يقدرونَ بغيرِ ما أبليتهمْ
لسقتَ ممَّ أراقمٍ وأساودِ

يا قاتلَ الشتواتِ عنا كلما
بردَ العشيَّ منَ الأصيلِ الباردِ

© 2024 - موقع الشعر