يا مَن يُعادينا وَما إِن لَنا - جبران خليل جبران

يا مَن يُعادينا وَما إِن لَنا
ذَنبٌ إِلَيهِ غَير أَحلامِنا

هَذي رَحيقٌ ما لَها أَكؤُسٌ
فَكَيفَ نَسقيها لِلُوّامِنا

وَهيَ بحارٌ مدُّها صَمتُنا
وَجزرُها في حِبرِ أَقلامِنا

جاوَرتُمُ الأَمسَ وَمِلنا إِلى
يَومٍ مُوَشّىً صُبحُهُ بِالخَفاء

وَرُمتُمُ الذِّكرى وَأَطيافها
وَنَحنُ نَسعى خَلفَ طَيفِ الرّجاء

وَجبتُمُ الأَرضَ وَأَطرافَها
وَنَحنُ نَطوي بِالفَضاء الفَضاء

لُوموا وسبّوا والعَنوا واِسخَرُوا
وَساورُوا أَيّامَنا بالخِصام

وَاِبغوا وَجوروا واِرجموا واصلبوا
فَالرّوحُ فينا جَوهَرٌ لا يُضام

فَنَحنُ نَحنُ كَوكَبٌ لا يَسير
إِلى الوَرا في النّورِ أَو في الظَّلام

إِن تَحسبونا ثلمةً في الأَثير
لَن تَستَطيعوا رتقها بِالكَلام

© 2024 - موقع الشعر