أَيّها الشَّحرُورُ غَرّد - جبران خليل جبران

أَيّها الشَّحرُورُ غَرّد
فَالغِنا سرُّ الوُجود

لَيتَني مِثلكَ حرٌ
مِن سُجونٍ وَقُيود

لَيَتني مِثلكُ رُوحاً
في فَضا الوَادي أَطير

أَشرَبُ النُّورَ مُداماً
في كُؤوس مِن أَثِير

لَيتَني مِثلك طهراً
وَاِقتِناعاً وَرضى

مُعرِضاً عَمّا سَيَأتي
غافِلاً عَمّا مَضى

لَيتَني مِثلُكَ ظرفاً
وَجَمالاً وَبَها

تبسطُ الرّيح جَناحي
كَي يُوشِّيهِ النَّدى

لَيتَني مِثلُكَ فِكراً
سابِحاً فَوقَ الهِضاب

أسكبُ الأَنغام عَفواً
بَينَ غابٍ وَسَحاب

أَيُّها الشّحرورُ غَنِّ
وَاِصرف الأَشجان عَني

إِنَّ في صَوتِكَ صَوتاً
نافِخاً في أُذن أُذني

© 2024 - موقع الشعر