يا جليس الخير - مطلق القعيمة

يا جليس الخير ما كن لك وجود
لو تكلم في سياسة واقتصاد

لا تلوم المنشغل عنك بشرود
ذهنه المشغول عن كل العباد

اقبلت عقب التجافي والصدود
واذعنت عقب التمرد والعناد

كنها عشب الفيافي والورود
في فياض مرها الوسمي وجاد

او مثل ما تجلس كبار الوفود
في كراسي قمة وقت انعقاد

لانظرها باحث العيب النقود
عاود النظره ولاشاف انتقاد

جات معها كل وافي ومعدود
العلوم اللي مغازيها بعاد

تغتصب قسم الوفا من كل جود
ثم تعف من الهزايل والزهاد

قلت ياوقت التجافي لاتعود
للمجي وباذن ربي ما تعاد

لو تعاد من الفنا عاد وثمود
وقوم نوح والفراعنة الشداد

اثر مالي غيرها خل ودود
من قريب واجنبي علم وكاد

سجة الشاعر مع حلو الردود
خير له من عشرة مثل الجهاد

والشعر قبل التعلم والجهود
موهبه ثم اكتساب واجتهاد

انعزل دون ارتباط بالوعود
والتزم دون انحياز بالحياد

خير من شرهات حامد ومحمود
ولارضت سعدى تبي تزعل سعاد

ما تهنا بالثبات وبالركود
ضاري معهم على صبر وجلاد

يخرجون المستحين من الصمود
بالقدام وبالدهاويل الجداد

اسمع اللي فوقهم يرقا سنود
دلك الله للهدايه والرشاد

لا تجريهم بضحكات السعود
خلهم في واد وانزح صوب واد

ولا تسلم بالمصافح والخدود
ارفع ايدك من بعيد وانت صاد

وكان قالوا طبعه اقشر ومعقود
عقدة الوافي عديمين المفاد

صر على كل الرخوم احقد حقود
لين تطهر كل الارض من الفساد

تاهت دروبك ورا من لا يجود
يامعني رجلك لغير السداد

مثل زرع للفلاليح محصود
اودعوه امانة عند الجراد

من قصد في نخوته راس اللبود
مثل من قال احترك يا هالجماد

الصقر ما يشتوى بام الوقود
والحبارى ما يقرنس للهداد

ذا يجيك بما يعشيك او يزود
وذاك حاله لا يصيد وقد يصاد

والشجر دون الثمر من عود عود
يحتطب ويصير نار ثم رماد

والركود اول علامات الجمود
عندك العبرة من اطلال البلاد

وكل من يصفاله الحظ محسود
حكمة الله والله اعلم بالمراد

ولا تحسبه خاشع وقت السجود
من رغى في مبركه تحت الشداد

كم عنيد ما يكوده ما يكود
فيه زوم لا يساق ولا يقاد

صار ضيف للسلاسل والقيود
وطوع ابلا رغبة النفس انحداد

من يقول النقش في صلب الحيود
مثل رسم فوق ذرات الحماد

كم تهب الريح من كل الحدود
غير ما نقش الحجر منها يباد

لكن الرسمه على رمل النفود
تنمحي باهون ذعاذيع البراد

الحقايق باقية غصب وترود
واللفايق بايدة مهما تراد

هكذا دنياك توريك الجحود
عند من لافادك ومنك استفاد

الخصوم كثار والصاحب شرود
يوم لقاك القفا ما عاد عاد

© 2024 - موقع الشعر