قصيدة تمشي - رامي أبو صلاح

نُظِمتْ لروعةِ وجهكِ الأشعارُ
‎وتمايلتْ لجمالكِ الأزهارُ

‎أضحت حياءً منكِ كلُّ قصائدي
‎أبياتُها لسواكِ لا تختارُ

‎وتضافرت لهواكِ جُلُّ جوارحي
‎فالقلبُ ثمّ السمْعُ والأبصارُ

‎فإذا دموعكِ لامستْ خديكِ ذا
‎يُبكي الغيومَ فتهطلُ الأمطارُ

‎وإذا ابتسمتِ الأرض تخرجُ ثِقلها
‎وتفيضُ كل كنوزها وتُثارُ

‎لو تصعدينَ إلى الفضاءِ للحظةٍ
‎شمسُ السماءِ لمنْ حلاكِ تغارُ

‎ولطافتْ الأجرامُ حولكِ كلها
‎ما عادَ يحكمُها سواكِ مدارُ

‎ما قلتُ شِعري في النساءِ منافقاً
‎ما قلتُ ليلى أو منى وتمارُ

‎بل إنَّ شعري فيكِ زادَ جمالهُ
‎فبحورُ كل الشِّعرِ منكِ مَعارُ

‎اللهُ حينَ براكِ أبدعَ وصفكِ
‎فقَصيدةً تمشي برى الجبارُ

‎ويفيضُ منك المسكُ عطراً طيباً
‎العطرُ أنتِ وشَعرُكِ العطّارُ

‎نورٌ تنيرين الدروبَ إذا مررْتِ
‎كأنما جُمعتْ بكِ الأنوارُ

‎سنواتُ عمري قد مضينَ ولم أبحْ
‎فالصمتُ جمرٌ للمشوقِ ونارُ

‎وأخافُ دوماً إن كتمتُ مودّتي
‎أنْ ترحَلي فتفرّقُ الأقدارُ

‎أو أن يحول البعد دون لقائنا
‎فتصيرَ بينَ عيوننا أقطارُ

‎وتكون لي الذكرى تغني قصّتي
‎لا خمرَ ينفعُني ولا خمّارُ

‎ماذا أقول فقدْ خُلقتِ جميلةً
‎لو قلتُ اسمكِ بانت الأسرارُ

‎فهو الذي شدوٌ جميلٌ لفظهُ
‎لا لحنَ يدركهُ ولا أوتارُ

‎معناه صوتٌ قد تردّدَ عالياً
‎لجماله تتراقصُ الأزهارُ

‎فرنينُ اسمكِ رائعٌ ومميزٌ
‎تحلو به الأقوالُ والأشعارُ

‎وختامُ قولي أنّ ربي قادرٌ
‎سبحانهُ هوَ واحدٌ قهارٌ

‎جعلَ القلوبَ لكل قلبٍ صُدفةً
‎تُبدى فلا ندري ولا نختارُ

© 2024 - موقع الشعر