صانعة الفخار - أحمد بشير العيلة

صانعةُ الفخار
 
لفَّتْهُ القلبَ بكفيها ، تشجو وتميلْ
وببعض الماء تبلله نحو التشكيلْ
فيطيعُ .. يرق بنبضتهِ والشِّعرُ يسيلْ
كلماتٍ من صنع يديها تتلو الإنجيلْ
الله الله على كفٍ عذبِ الترتيلْ
يتلو آياتٍ من عشقٍ والعشقُ أصيلْ
بدموعِ الشوقِ تدربهُ كيف التقبيلْ
وبنارٍ قالت أُتْعِبُهُ .. لبى المخبول
تحسبها حين تكلمه في الحب بتولْ
جفتْ كلماتٌ في فمها والعاشق نِيلْ
صلصال الوجد تَوَقُدُهُ والروحُ فتيلْ
من قال أصابعها حلمٌ ذاب التأويلْ
ما إن صنعته أَمَرَتْهُ طَرْقَ المجهولْ
مسكته عطراً في يدها والعطرُ هزيلْ
ضاع المعشوق وساءلها قبل التحويلْ
وصلاً، فابتسمت هائمةً .. كم أنتَ جميلْ
فأتى المسكين من الفخار الصلب يقول:
إني من روحٍ شماءٍ في الشعر تجول
فتراخت ترجو صاحبها " عجِّل بقليلْ"
وجناحٌ يفلتُ من يدها .. من ذا المسؤول؟
 
أحمد بشير العيلة
16/7/2011
© 2024 - موقع الشعر