رحيل الياسمين - ليلى العنزي

لأنك فقط ملأتني بالأوهام
 
 
 
لم تكترث لي
 
 
لأنك فقط تجاوزت بي الحلم
 
 
لم تراني
 
 
ولم تتعرف إلي
 
 
لأنك لم تبصر كم كنت أهواك
 
 
وكم كنت طفلة بحاجة لذراعيك فقط؟؟
 
 
لم تعرفني أبدا
 
 
دخلت عالمي الوردي محفوفا بعبق الياسمين الأبيض
 
 
وخرجت من عالمي بوحشية خانقة
 
 
حيث فقدت العطر
 
 
وفقدت الياسمين الدمشقي
 
 
وفقدتني
 
 
 
 
 
اخرج من بوابة الكلمات...
 
 
مرتديةً معطفاً من الأحرف البائسة
 
 
يلف وجهي وشاح بلا وزن ولا معنى
 
 
ويتناثر شعري الطويل على كتفي
 
 
ودونما انتظام
 
 
اخرج من تلك البوابة
 
 
وحمولتي دمعة تقف على شرفة عينٍ تائهة
 
 
ودمعة مهاجرة مع أول نسمة هواء باردة
 
 
انظر من حولي
 
 
ولا أرى سوى الضباب
 
 
أواصل سيري ولا ادري إلى أين
 
 
ابحث عن أفكاري المرتجفة
 
 
وأغيب
 
 
أغيب وسط عالم غريب
 
 
عالم لايعرف حقاً من أكون
 
 
ولايعلم أين يحمل جسدي
 
 
أتابع طريقي
 
 
ولا ادري إلى أين
 
 
تثاقل خطاي
 
 
واخذ قسطا من الراحة
 
 
لاكتشف أن أفكاري باتت كلها متجمدة
 
 
وان أطرافي كلها متحجرة
 
 
وعيني قد أصبحتا كقطعتين من البلور
 
 
أرى حينها
 
 
أنني مازلت على عتبة أول حرف
 
 
وأنني نسيت أن الفظ الكلمة السحرية
 
 
وان بوابة الكلمات قد خدعتني أيضا لا أكثر
 
 
 
 
 
 
حينما قدمت لي الياسمين
 
 
حلمت بان حياتي ستكون مكلله بالعشق والقدسية
 
 
حلمت بأنك سترفعني إلى أعلى شرفات للمجد
 
 
لربما لاذنب لك؟؟
 
 
فانا أيضا لم أكن لأعرف أن الياسمين سريع الذبول والتلف
 
 
لم أكن ادري
 
 
أن الياسمين من زينك لي
 
 
وأنت لم تدرك أنني حينما فقدته فقدت الكثير
 
 
لأنني
 
 
لربما
 
 
أنثى استثنائية
 
 
فوداعاً لحبنا
 
 
ووداعا للياسمين
© 2024 - موقع الشعر