ذئبة دافئة (نثر فصيح) - أنثى جموح

ومن يدري ... لعل خلف الشاشة دمعة تقاوم
وتقاوم
وتقاوم
ويأبى الواقع إلا أن تنكسر
وتفارق منبعها
إلى حيث البلل
ثم الجفاف
لتجفف معها ما حملته من همّ
 
ولا زالت مبلله
وتواصل البلل
حتى إذا آلمت الجفون بمرورها
مراراً وتكراراً
ازداد نبعها فيضاناً
واستتب الهروب في سيطرته
إلى أين؟
 
أين أنا ؟
وأين هو ؟
ولا أدري إن كانت دموع حزن
أم دموع فرح
 
أجهل السبب
لكنني على يقين
أنه لا يشعرني الآن
ولا يشعر بي
 
غارق في عالمه
وإن كنت في داخله
فلست أمامه ليرى ما بي من ألم
ولست حوله ليسمع آهاتي
 
كيف هي الحياة هكذا
وكيف أنا وليس هو
وكيف هو وليس أنا
فنحن معاً
روحاً
وفراق أجساد
 
اؤمن بعمق
أن إخفاء ألمي عنه هدية
واؤمن بعمق
أنه إن رضي , فأنا مرضيّة
 
أقسم أن المسافات ليست بعيدة
وأقسم أن العوائق المزعومة الجديدة
لا وجود لها
 
لستُ في حالٍ يرثى لها
ولستُ أثير شفقة الكيبورد في شيء
فأنا بخير
 
لطالما حلمتُ بالازدواج
ولقد شعرت الاندماج في أوجّه
ولكن
 
هل لي بذئبة دافئة تداعب كفي ؟
لعلها تشعر بقواي الخوّارة ليلاً
المتثاقلة نهاراً
 
أريده
تحت جنح الظلام
علّي أجدني بين جنباته الباردة
واحتراق دموعه ال لا أصدّق !
 
كم هو مرهفٌ ذلك الغشاء الذي يغلّف قلبه
وكم أنا أقسو عليه بالابتعاد
حتى خلتُ أنه قسى علي
أو تلاشى
 
في حين صبحٍ ذكرته
وسألت نفسي
كم من الحروف لفظها إلى الآن في حضرة غيري
وأنا
وحدي هنا
 
كم من العيون تراه
قد تبجّله
وقد لا تأبه لمرور مذهلٍ في عجلةٍ من أمره
 
كم هم الذين يعلمون أنه مجرد ظلال
مرّت أمامهم , ومسكنها هنا : في أعمق الشريان
وأنه صورة لحقيقة ممزوجة بالخيال في وريدي
 
كم أحبك أيها الحاضر الغائب
كم أتوق لأكون العالم
كم أغار عليك
وكم أطلبك
وكم!
 
ليحفظك الإله من فتنة المحيى والممات
ومن فتنة المسيح الدجال
 
وإلى حيث تجفّ الدموع نلتقي , بلا آهٍ ولا وجع !
© 2024 - موقع الشعر