صرخ الجماد - سعيدبن يحيى الزهراني

صرخ الجمادُ يقولها عني كفى
فوقفتُ بعد صراخِهِ متعجبا

ما حالهُ ما البالُ كيف تكلما
هل كان من فرط الوقوفِ معذبا

أم أنه قد ذاق مراً فأكتفى
وفؤادهُ والعقل منه مغيبا

متأملاً بألازمِ كيف تألما
أصبحت بين مصدقٍ ومكذبا

فأجاب يثبتُ بالدليلِ ولا نفى
من ظاهر الأفعال كيف ترتبا

إني خلقتُ وكنت قبلُ ملثما
واليوم انطقُ واللسانُ معربا

بمجمع الدمامِ حالي ما صفى
وبقائُنا بالبرجِ ليس مناسبا

والى ولي الامرِ اشرح ما خفى
وبما رأيت الفحش يتبعه الوبا

بالبرجِ اسكن ُ والفؤادُ مندما
ومردنا عنه الرحيل تهرّبا

أخشى العذاب لمن أراه تكلفى
بالخسف أو بالقصف جاء مُهذِبا

نارٌ بجانبها الوقودُ ولا انطفى
أخشى اندلاع النارِ دون تحسبا

هو ذاك شورُ المفسدينَ مذمما
للفسقِ يرغبُ أن يكونَ مقربا

دمجُ الاناثِ مع الذكورِ تخلفى
وتقابل الجنسينِ كان مسببا

الشاب يعشق في هواه متيما
وفتاتهُ لا تستطيعُ تجنبا

ولمهنة التمريضِ أصبح متلفى
جيلٌ به الشيطانُ جاء تلعبا

رسم ألأساس خسيسهم فتقدما
حتى أُبيح الحدُ غُر مرغِبا

صرخ المريضُ وجرحه متكشفى
وكأنه يدعو الجماد مخاطِبا

كم من مريضٍ للهلاك ِ مسلّما
عنه المُمرض بالغرامِ تقلبا

طرفٌ كحيلٌ بان عذبه الجفى
يُخفي الكثير مع الأثير محجبا

فإذا رأى من حب بان منعما
وبهمس أهل العشق صاح مرُحّبا

ولغيرها طرفٌ كحيلٌ ما غفى
وفؤادها مِن مَن هواه مشعبا

رسما اللباس على القياسِ بِمرسما
فضح المجسم حين بان مركبا

الكُل أهمل بألا داء ولا اكتفى
حتى ينال من الجمالِ محببا

وحدثيهم بالعشقِ يصعدَ سُلّما
منها خُطاه ألان يكشفها النبا

تلك الفعال بِوقّعِاه لا توصفى
ياقوم كان الجمع ذاك مدربا

رسما السبيل لما أراد تعلما
حرق القلوب لمن أراد وذوُّبا

ورأى الثوابت حين مر توقفى
يرنو ويرغبُ أن يمر مذنبا

بالجن شيطانٌ معاه سيرجما
وبظاهر التصنيفِ أهلكه الغبا

تلك الفواحشُ والمناظرُ مؤسفى
في امة الإسلامي نارٌ لاهبا

حارت فسارت والقلوبُ مسمما
وهوت بفخ الفسق ذاك منصّبا

هذا الجماد يقولها عني كفى
وأنا اترجمُ بالقصيدِ مؤنبا

© 2024 - موقع الشعر