ليل الكوؤس - حفيظ بن عجب الدوسري

ليل الكؤوس تديره السمار
والناس في غفلاتهم مزمارُ

يلهون في دعة على أوتارهم
وجسومهم..في عريها أقذارُ

يتسابقون إلى الردى في كرهم
والموت.. في أيامهم هدارُ

فالكافرون تكاتفوا في بغيهم
وتعاونوا.. في قتلنا وتباروا

والمسلمون تنافروا في عيشهم
وتناحروا فجموعهم أشطارُ

ما بين جبار على إخوانه
وعلى العدو تخونه الأنصارُ

أسدٌ على وفي الحروب(دجاجةٌ)
يقتادُها الرعديدُ والثرثارُ

هم بين منهمك على لذاته
ومجاهر بذنوبه دعَّارُ

يتنافسون على المراعي همهم
أن تكبر الأجسام والأبقارُ

تحيا النفوس إذا تلت قرآنها
وتموت إن غنى بها قيثارُ

لا ينفع الأحرار إلا نصرهم
للحق.. والدنيا لها أدوارُ

يا أخوتي زاغت بنا الأبصار
وقلوبنا ضاقت بها الأوتارُ

هذا العدو يدوس فوق رؤوسنا
وسلاحه من حولنا أسوارُ

نفدت ذخيرتنا وقلَ عديدنا
فسلاحنا الآيات والأذكارُ

أطفالنا في كل أرض ُشردوا
ُجوعاً وُعرياً والنفوس كبارُ

ما عاقنا قتل الشيوخ ودورنا
فجميعنا تجري بنا الأقدارُ

لكن عار العار مزق صمتنا
فإلى متى يقضي علينا العارُ

أخواتكم يا مسلمون تهتكت
أعراضهن فهل لكم ثوَّارُ

ما عدت أجزم أننا من أمة
تاهت بها الأمجاد والأقمارُ

الذل خيم فأنهضي يا أمتي
إن الأسود تغير حين ُتثارُ

يا أمتي طال السبات فأيقظي
معنى الرجولة إننا أحرارُ

يا أمتي كنا شعاع هداية
للناس فالدنيا بنا أنوارُ

كنا نسير فحيث سرنا أمة
تحكي بها الآمال والأعمارُ

كنا على الأيام صوت مؤذن
فرحت به الأمصار والأسحارُ

كنا هطيل الغيث ما سقيت بنا
أرض فماتت بعدنا الأزهارُ

كنا حماة العدل فاسأل ضدنا
يخبرك أنا أمة أبرارُ

سل كل أرض قد وطئنا تربها
ستجيبك الأمجاد والآثارُ

سل سيف خالد عن مآثرنا التي
غنى بها سعد كذا عمَّارُ

سل عن معاركنا التي
ما صاغها كذب ولا أفكارُ

سل عن حنين وسل عن اليرموك ما
دوي بها نذل ولا خوَّارُ

سل عن بدر عن أعدادنا في حربنا
وسل عن المنايا هل لها أوتارُ

سل مصر واسأل شامها عن عزنا
سارت به الركبان والأطيارُ

يا مسلمون وضج في قلبي الأسى
وتقاتلت في داخلي الأمرارُ

يا مسلمون وفي فؤادي حسرة
لا يحتويها داخلي إضمارُ

يا مسلمون ودمعتي قد فتقت
صبري وجرحي نازف موارُ

يا مسلمون وما عساي أقول في
عصر يسيرنا به التيارُ

يا مسلمون وألف بيت في دمي
ما صغته ستصوغه الأشعارُ

لو كان فينا مؤمن متوثب
ما ساد فينا الشر والأشرارُ

لو كان فينا من بقايا خالدٍ
بعضَ الأسودُ لهابنا الكفارُ

يا ليلُ حدثُ عن بقايا أمةٍ
مملوكةٍ يغتالها إستعمارُ

تجري بها الأيام ُحبلى بالمنى
في عالم أحلامه تنهارُ

يا ليل سوف تزول هذا وعدنا
من ربنا وستورق الأشجارُ

يا شمس غيبي في بقايا أرضهم
في أرضنا تتنافس الأسفارُ

يا نجم كن سهماً على أعدائنا
وأضرب وجوه الكفر يا إعصارُ

يا صبح نوَّر بالفلاح طريقنا
وأنصر جموع الحق يا جبارُ

يا رب إنا قد أتينا نشتكي
ظلماً وأنت الواحد القهارُ

© 2024 - موقع الشعر