ورداءِ لَيلٍ باتَ، فيهِ مُعانقي، - ابن خفاجة

ورداءِ لَيلٍ باتَ، فيهِ مُعانقي، طيفٌ ألمّ لظبية ِ الوعساءِ
فجمعتُ بينَ رضابهِ وشرابهِ وشربتُ من ريقٍ ومن صهباءِ

ولَثَمتُ، في ظَلماءِ لَيلَة ِ وَفْرَة ٍ،
شفقاً هناك لوجنة ٍ حمراءِ

واللّيلُ مُشمَطُّ الذّوائِبِ، كَبرَة ً،
خرفٌ يدبّ على عصا الجوزاءِ

ثمّ انثنى والسكرُ يسحبُ فرعهُ
ويَجُرّ، من طَرَبٍ، فُضُولَ رِدَاءِ

تندى بفيهِ أقحوانة ُ أجرعِ
قد غازلتها الشمسُ غبَّ سماءِ

و تميسُ في أثوابهِ ريحانة
كرعتْ على ظمإٍبجدولِ ماءِ

نفاحة ُ الأنفاسِ إلا أنها
حذَرَ النّوى ، خَفّاقَة ُ الأفياءِ

فلَوَيتُ مَعطِفهَا اعتِناقاً، حسبُها
فيهِ، بقَطرِ الدّمعِ، من أنواءِ

و الفجرُ ينظرُ من وراءِ غمامة
عن مُقلَة ٍ كُحِلَتْ بها زَرقاءِ

فرَغِبتُ عن نُورِ الصّباحِ لنَوْرَة ٍ،
أغرى لها ببنفسجِ الظلماءِ

© 2024 - موقع الشعر