اعذروني يا رفاقي - نوزاد جعدان

في مساءٍ كانَ يحملْ
نكهةَ الأنثى ونرجسْ
 
من طريقٍ عادَ يهذي
من عبيرٍ من عشيقة
 
قربَ بيتِ الخلِّ باكٍ
جاثماً صاحَ حبيبة
 
يا رصيفاً تاهَ يوماً
قادَهُ الذكرى شجونا
 
كلّما جاءَ الخريفٌ
قالَ: يا ثقلَ الضيوفِ
 
عادَ حاراً للقروح
أوقدَ الحزنُ الزهورَ
 
يا مغنٍّ ملّ شدواً
في النوى تبكي الأغاني
 
في سريرٍ من بياضٍ
مدّنا الشوكُ جراحا
 
يا لحافاً منْ بياضٍ
لا تواري الشوك تحتَ
 
يا قليلَ الحظِّ هيّا
نعزفُ الناي الحزينَ
 
يا حنيناً يا حنيناً
فاعلاتن فاعلاتن
 
اعذروني يا رفاقي
ارتمى قلبي فناحَ
 
***
 
أوْصلتْنا نصفَ دربٍ
ثمَّ لاذتْ بالفرارِ
 
أرّقتنا اشتياقا
أتعبتنا بالقرارِ
 
والمدى بالطول قاسٍ
فارجعي لا تتركينا
 
مركبي في الحزنِ يرسو
كلّما عنّي ابتعدتِ
 
كلُّ حيٍّ فيه عطركْ
كيفَ أنساكَ هيامي؟
 
اعذروني يا رفاقي
ها أنا أمضيَ سكيرا
 
***
 
في مساءٍ كانَ يحملْ
قلبَ ليثٍ وبطولةْ
 
مِنْ عتادِ الأغنياتِ
أقلبُ الغمَّ سرورَ
 
يا طويلَ الرمشِ ما بكْ!
في الغدِ الزهرُ ذبولا
 
غرّها حُسنُ الجمالِ
قادها للافتخارِ
 
وورودٌ في المروجِ
تملأُ الركنَ حديقة
 
لي تنادي ..يا مرادي
كنْ بصيرا كي تراها
 
لا تقلْ الحزن أخضرْ
إنّما أنتَ السحابُ
 
فاعذروني يا رفاقي
يومَها كنتُ سكيرا
 
 
حلب السريان 12-4-2008
© 2024 - موقع الشعر