أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ - أبو الطيب المتنبي

أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ "
" نَحنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ

نَحنُ مَن ضايَقَ الزَمانُ لَهُ في "
" كَ وَخانَتهُ قُربَكَ الأَيّامُ

في سَبيلِ العُلا قِتالُكَ وَالسِل "
" مُ وَهَذا المَقامُ وَالإِجذامُ

لَيتَ أَنّا إِذا ارتَحَلتَ لَكَ الخَي "
" لُ وَأَنّا إِذا نَزَلتَ الخِيامُ

كُلَّ يَومٍ لَكَ احتِمالٌ جَديدُ "
" وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ

وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِبارًا "
" تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ

وَكَذا تَطلُعُ البُدورُ عَلَينا "
" وَكَذا تَقلَقُ البُحورُ العِظامُ

وَلَنا عادَةُ الجَميلِ مِنَ الصَب "
" رِ لَوَ أَنّا سِوى نَواكَ نُسامُ

كُلُّ عَيشٍ ما لَم تُطَبهُ حِمامٌ "
" كُلُّ شَمسٍ ما لَم تَكُنها ظَلامُ

أَزِلِ الوَحشَةَ الَّتي عِندَنا يا "
" مَن بِهِ يَأنَسُ الخَميسُ اللُهامُ

وَالَّذي يَشهَدُ الوَغى ساكِنَ القَل "
" بِ كَأَنَّ القِتالَ فيها ذِمامُ

وَالَّذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حَتّى "
" تَتَلاقى الفِهاقُ وَالأَقدامُ

وَإِذا حَلَّ ساعَةً بِمَكانٍ "
" فَأَذاهُ عَلى الزَمانِ حَرامُ

وَالَّذي ينبِتُ البِلادُ سُرورٌ "
" وَالَّذي تَمطُرُ السَحابُ مُدامُ

كُلَّما قيلَ قَد تَناهى أَرانا "
" كَرَمًا ما اهتَدَت إِلَيهِ الكِرامُ

وَكِفاحًا تَكِعُّ عَنهُ الأَعادي "
" وَارتِياحًا يَحارُ فيهِ الأَنامُ

إِنَّما هَيبَةُ المُؤَمَّلِ سَيفِ ال "
" دَولَةِ المَلكِ في القُلوبِ حُسامُ

فَكَثيرٌ مِنَ الشُجاعِ التَوَقّي "
" وَكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السَلامُ

© 2024 - موقع الشعر