وقت العجايب - ناصر بن برغش السميري

ابدي بذكر العالي الوالي الصمد
المستعان الخالق الكبير

مقسم الارزاق ومسيّر الخطا
بما تخفيّه القلوب بصير

ومن بعدها فوق الورق سطر القلم
مثايلٍ فاحت من الظمير

احكم معانيها وأجوّد بناها
وتطيعني لو بنيها عسير

اشوف وعيون المتاقين شافت
شيءٍ غريب ومنظرٍ مثير

بهايمٍ ترتع وتنطق إلسنها
نشوفها بين العباد تسير

وقت العجايب واختلاف الطبايع
نشوف فيه المستحيل يصير

علم الوفاء والطيب ماله مكانه
والناس جاء بعقولهم تغيير

ضاعت قيمهم والشيم والكرامه
طارت بعد ماخمّهم معصير

لأجل انهم بألفعل ماجوّدوها
عن عجّة المعصير والمطير

للطايله ماعندهم معنويّه
خلائقٍ تمشي بل تفكير

كم واحدٍ يمشي وممشاه محتدي
يمشي يسار ونوب يستدير

وليا عطاء الدرب اليمين ومشابه
يقصر ورجله فالمسير تحير

في مرتعه يرتع ويصبح ويمسي
في مرتع الحقران والتصغير

يضحك لراع المال من شان ماله
ويطاوعه من حيث مايسير

إن شاف راعي مال قبل جبينه
وقدم له الترحيب والتقدير

يبدي بتقديره لمن لايقدّره
وهذي تراها مهنة الحقير

واشوف راع المال يفخر بماله
يفخر بدنياً مادها قصير

زانت له الدنيا وظل وتكبّر
وقال إغتنيت بمالي الكثير

مابه غني غير الله الرازق الغني
هو الغني والآدمي فقير

واشوف فعل المال بين الاقارب
ياكم عصاةٍ كسرت تكسير

كسرت عصاهم باليدين وتباغضوا
من شان دنياً ماوراها خير

واهل النمايم شبّوا النار بينهم
وتدخلوا بالكذب والتزوير

واشوف من يمشي براي الحليله
وعزّي لمن حط المره شوير

من ضعف عقله فالامر يستشيرها
ومن حيث ماتامر عليه يغير

الامر والتدبير والراي عندها
وهاف البخت في موضع الاسير

مايعرف الا كيف يشرب وياكل
والهذر والمرقد على السرير

ماعاد له خوّه ورفقه ولزمه
ام الجديل تحدّره تحدير

والناس كلٍ له طريق ومنهج
سبحان ربٍ عنده التدبير

والخاتمه ياهل العقول الذكيّه
ياللي سمعتوا صادق التعبير

صلوا على المختار سيد البريّه
صفوة قريش المنذر البشير

© 2024 - موقع الشعر