رباعيّة الكوت والحوت (فصحى) - لفى الهفتاء

أتخضَّبَتْ ليَّ (الحُمَيْرَاءُ)؟
وَتَبَاهَتِ الكفُّ الحُمَيْرَاءُ

هلّا عَلى ذاكَ الخِضَابِ قَضَى
لدوائِنا مِنْ لوْنِهِ الدّاءُ

سَلمَى وَمَا أعْنِي سِوى سَلمَى
لو أصْبَحتْ حِلمَا فقط حِلمَا

هلّا أتتْ يوْمَاً تعانِقُنِي
عَدْلاً إذا باتَ الهَوَى ظُلمَا

هلّا لنا ما أوْجَدَ (الكُوُتُ)
بحْراً بهِ قدْ يُذْكَرُ الحُوُتُ

معنا الجَلابِيْتُ العِظامُ وَمَا
وَصَلَ الأمَانَ اليومَ جَلْبُوُتُ

قَتَلتْ (لفاها) بحادثِ البيْنِ
والليْلُ عنها باتَ ليْليْنِ

كمْ مرّةٍ خاطبتُ صورَتَها
عودي لنا يا قرّةَ العيْنِ

في عَيْنِها بالسِّحْرِ مَحَّارُ
فيهِ تعودُ الآنَ (عَشْتَارُ)

يا صورةً كُتِبَتْ على أمَدٍ
أنّى لنا بالدهرِ أشعارُ؟

وَبجسمِها بدرٌ بموعِدِهِ
مَوْلودُهُ في غيرِ مولدِهِ

وحَوَيْلهُ سُحْبٌ بها مطَرٌ
وكوَيْكِبٌ يغري بموقِدِهِ

أضْحَتْ على الأرْضَينَ قنديلا
من أصْلِها نحتاجُ تأصيلا

برهانُها بالحقِّ مُلْتَهِبٌ
هل كانَ (توراةً وإنجيلا)؟!

فتقاسِمُني القريضَ هوى
وطقوسنا كانتْ جَوى ونوى

وأعدُّ أبياتاً تكادُ بها
تغوي وطوفانُ القريضِ غوى

وكتبتُ من شعري ومن نثري
ما لم يكنْ للغيْرِ في عصري

ونهلتُ من بحرِ القريضِ لها
ومناهلُ الشّعَراءِ من بحري

إنّي بهم نارٌ عَلى عَلَمِ
أثلمْتُ أسيافاً من القلَمِ

وعَبَرْتُ في جنِّ البحورِ فقدْ
نُلقي من الكلَمِ إلى الكلَمِ

© 2024 - موقع الشعر