(( الحنظلة )) - عيده الجهني

روّعتني فيك دورات الليالي
والليالي حالهن حالِ عجيب

كنت اعدّك من وفيين الرّجالي
لا تبوق ولا تخون ولا تخيب

لين طاح الستر من دون الخمالي
وانكشف فيك الخنا قبل المشيب

آآآه ليت العمر من رجواك خالي
ليت رجلي ما مشت ذاك الشعيب

آآآه ياحرٍ على روس الطوالي
كيف عقب النّايفه طحت بْقليب

انحدرت بعين من سمّاك غالي
لين ما تسوى مناداتك حبيب

كم نشدني عنك من يخفاه حالي
قلت طيب وزايدٍ بالوقت طيب

وانت مثل الحنظله تشرب زلالي
والثّمرمرٍ مع الغصن الرطيب

كم سقيتك من هواي ومن دلالي
كم عطيتك واثر ما شيٍ يثيب

اللّيالي حسبي الله ياللّيالي
روّعتني فيك يالقرم النّجيب

مادرت قلبٍ صلاه الله بْصالي
متعبٍ من عاثر الدّرب الصعيب

يوم شافك بالظما حس الظلالي
واثر له بحماك سجنٍ من لهيب

حالته تشدى خلوجٍ في عْقالي
يوم حايرها غدى دمّه صبيب

يوم لجّت وانثنت بين الحبالي
نوّخوها بين حنّات ونحيب

كان لي حبٍ جلا والهم جالي
والبواقي بعض ذكرى ما تغيب

© 2024 - موقع الشعر