العمر في غيابك قطعة من عذاب - عبدالله المجلاد

ليه غَيْم الْحِزِنْ يِغْتَال شمس الجبين
وكُلّ غَلْطَاتِكْ أنْتِي مَاعَلِيْها حساب
لِكْ جَمِيلْ العفو:من غير:ما تَطْلُبِيْن
وكل جَرْح ٍ بَعَدْ: مَا زُرْتِي الروح طاب
كنت مجروح مِنْك:ولي بِذِمّتْك دَيْن
وفي حُضُوْرِك تناسيت الْعَتَبْ والْعِتاب
كيف أعَاتِبْ (وِكِنْ انْتِي حَدىَ) الوالْدَين
الْعَتَبْ يوم جيتي سَاحْ ثَلْجَه وذاب
مَابِقَى با لصدر إلاّ أثَرّ طعنتين
ذيك طعنة رحيل:وذيك طعنة غياب
مات هَا لضيق والله يَرْحَمْ الميتين
وما بقى مِنْ طعون ولاَ بِقَى مِنْ صواب
في جِبِيْنِكْ دِفَنْ قلبي عذاب السنين
وصفحة الضيق غابت من فصول الْكِتَاب
كُفّي الدمع،من شاني وَلاَ تَسْكُبِينْ
من عيونك لِظَمْيَانْ الْنِوَاعِسْ شراب
كل مَا سَال دَمْعِكْ وَاغْرَقْ الوجنتين
تنْغَرَسْ بالضلوع العوج ( شَلْفَا ذِيَاب)
لاَ تِوَطّيْن رَاسِكْ (لاَ) وَلاَ تَشْعُرين
بِانْكِسَارْ المهابة ياعزيزة جناب
أرْفِعِيْ راسِكْ وللأرض لاَ تَنْظُريِنْ
وهَا مِتِك لاَ مِسي فيها كفوف السحاب
ومنزلٍ فيه من عُمْر:الْصِبَا تَسْكِنين
ما قُوَتْ تعبث بوجهه كفوف الخراب
إنْزِلِي بَالْبَصَرّ ما بين جفنٍ وعين
ونوِّخِيْ في مِسَاحَاتْ العيون الْرِكَابْ
وجرّي أخطاك وامْشِيْ خَطْوَه:وخَطْوِتَيْن
بين جلدي وعظمي حَدْر بيض الثياب
وهَاكْ قلبي على الكفّين فوق اليدين
صافِيٍ ماه مَا جَتْ فيه ذرّة تُراب
أشْرَبِي من ينابيعه وَلاَ ترتوين
وإتْرَكِي للظُمَى داخل مِشَاعِرْكْ باب
وعن مرارة زمانٍ فات لاَ تَنْشِدِيْن
كل جرحٍ بِجِسْم الأمس ولّى وغاب
وكان في خَا طِرِكْ يا غاليه تَسْئَلِيْن
إسأليني عن عيونك وخوذي جواب
الْعُمُر في وجَوْدِك زَهْرَة الياسمين
والعمر في غيابك قطعةٍ من عذاب
© 2024 - موقع الشعر