هي و السندباد - الزبير عبدالحميد دردوخ

مُدلِجٌ في همومه سندبادا
أفْلَتَ البحر من يديه وعادا

ملِكاً ضيَّع البلاد فألقى
كلُّ همٍّ في روحه الأوتادا

كيف يستدرج البحارَ وقد أَغْ
فَتْ على كفِّ مَن أبادتْ وِدادا؟

هي أزكى من الورود عبيرًا
وهْي أقوى على الحنين فؤادا

فاستبِقْ حلمكَ اليتيم إليها
وامتشِقْ قلبكَ المُراقَ مِدادا

واركبِ الحرفَ صهوةً وصهيلاً
فصهيلُ الحروف أقوى مُرادا

غارقٌ في بحارها سندبادا
يا شَتاتًا يلملم الأبعادا

يا فؤاداً مهجَّراً وحنيناً
بين جنبيه فتَّتَ الأكبادا

لو تشاء الرؤى تكون عياناً
كي يراها حقيقة واعتقادا

لو تشاء الخطى.. تكون جَناحاً
كي يوافي سماءها..أو يكادا

كي يداني سماءها.. قد يعادي
نفسه..لا يهمّه أن يُعادى

تائِهٌ في بحارها سندبادا
شربَ العمرَ وهْمُه واستزادا

أسرَجَ القلبَ أمنياتٍ تراءتْ
في الحنايا مراكباً.. وجيادا

وأضاءتْ منارةٌ.. فتلظَّى..
والخطى.. زادها الحنينُ اتّقادا

فإذا الأبعادُ القصيَّاتُ شِبْرٌ
وإذا البحرُ صار فيه امتدادا

قال فيها قصائداً لم يقلها
في سواها.. وأحسن الإنشادا

قال عنها مليكتي..فتثنَّتْ
خيلاءً.. ورفعةً.. واعتدادا

وتمنَّتْ ما لا يطيق.. فأعطى
تمنَّتْ أن تستزيد..فزادا

حَبَس العمرَ عندها إذ أرادتْ
لو أرادتْ أعمارَه لأرادا

سحبَ العمرُ ظلَّه وتمادى
تاركاً جمرَه القديم رمادا

حيث ألقى على الدروب وشاحاً
على الأفق دمعةً وحِدادا

فإذا زاده الذي ما تمنَّى
أن يوافي النفادَ وافى النفادا

وإذا المعبدُ الذي عاش يبني
هِ تهاوَىَ وأخرس العُبَّادا

© 2024 - موقع الشعر