سكَراتُها - الزبير عبدالحميد دردوخ

الشِّعرُ يبني طُموحاتي ويهدمُها
فكيفَ أمحو خيالاتي.. وأرسمُها ؟!!

تأبَى القصيدةُ تأتي حينَ أسرجُها
كالعادياتِ.. وتأبى حينَ أكتمُها !!

كأنّها فرسٌ.. تأبى لصهوتها
أن تُمتطَى.. غيرَ أنّي سوفَ أُرغِمُها ؟!!

كأنها فرسٌ للبرقِ.. أخْيِلَتي
مشكومةٌ بسناها حين أشكمُها !!

لها صهيلُ معاناتي.. وفارسُها
أنا.. إذاً بلجامي سوف ألجمُها !!

لها قوائمُ ريحٍ بالذُّرى احتفلتْ
لأنّني كالذرى تغريكَ أنجُمُها

لأنني فارسٌ تأبى فراستُه
عليه أن ينْكفي.. والموتُ يلطمُها !!

تأبى فروسيتي أن تُستباحَ ذرىً
منّي.. وأبلعُ غصّاتي.. وأعدمُها !!

قد ألزمتْني طِراداً عشتُ أدفَعُه
إنّي إذاً بطرادي سوف أُلزمُها !!

لي عندها ألفُ ثأرٍ عشتُ أطلبُه
عاشتْ.. ولا عشتُ لو أنّي أسلّمُها !!

هَا قدْ ترَجّلْتُ عن عرشي لأقبِسَها
منْ نارها.. وفَراشي سوفَ يلثُمُها !!

كانتْ على شطّ منفاها تغازلُني
لعلّني بثرَى قلبي أُلمْلِمُها !!

راودتُها اعتصمتْ منّي بفتنتها
وراودتْني.. فمن منّي سيعصمُها ؟!!

من لي بهنّ خيالاتي وأجنحتي
إذا استَفزّ بلاغاتي لها فمُها ؟!!

ما ضرّني أبداً أنّي فنِيتُ بها
إذا قَبَسْتُ لهيباً حين أصدمُها !!

رفرفتُ حوْلَ سَناها وهْي لاهبةٌ
كي أصْطلي بلظاها حينَ ألهمُها !!

حفيفُ أجنحتي يسمُو بطائرِهِ
إلى رؤىً تتناءى.. وهْو يرسمُها !!

نتّفتُ ريشي على أعتابِ حافرها
ورحتُ أزْجي قرابيني وأوهمُها..

أنّي قتيلُ هواها.. وهْي قاتلتي
لكنّني عن عُراها سوفَ أفصِمُها !!

لي ومضُها.. ولها ومضي تضَرّمُهُ
بُروقُها.. وَسَنَا برْقي يُضَرّمُها

طريدتي هي.. تَستعْصي فأقحَمُها
طريدها أنا.. يغشاني عرَمرَمُها !!

لهيبُها بشواظِ النار يرجمُني
فصيحُها كان يرميني.. وأعجَمُها !!

الجاحداتُ قوافيها مطالعُها
والواضحاتُ معانيها.. ومُبهَمُها

حافي الفؤاد إلى معنًى أحاولُه
فإن تأبّتْ معانيها أُتمْتِمُها !!

سرى بيَ الطيفُ إيماءً.. وتكنيةً
إلى منافٍ قَصيّاتٍ أزمْزِمُها !!

شربتُ كاساتِها والليلُ يغمُرني
بالسُّهد حتى حلا لي فيه علقَمُها !!

إلى غِمار مداها خُضْتُ أبحُرَها
موجاً، فموجاً.. إلى أنْ دَرّ موسِمُها !!

قطّرتُها برؤى روحي وأخْيِلَتي
والطيفُ يسرق أهدابي ويوشِمُها

حرفاً فحرفاً.. إلى أن صُبّ رجرَجُها
في خافقي.. ودَنَا من نحرها دمُها !!

ما ضرّني أبداً أني بَلِيتُ بها
ففي ثرى لغتي تحيا.. وأعظُمُها

قتيلُها أنا في صمتي.. وأقتلُها
لو أنني بِلُغَى صمتي أُترْجمُها !!!

© 2024 - موقع الشعر