أبنت صخر تلك الباكية؟ - الخنساء

وقالت في صخر:
أبنت صخر تلكما الباكية

لا باكي الليلة إلا هيه
أودى أبو حسان، واحسرتا!

وكان صخر ملك العاليه
ويلاي! ما أرحم ويلا ليه،

إذا رفع الصوت النادي الناعيه
كذبت بالحق وقد رابني

حتى علت أبياتنا الواعيه
بالسيد الحلو الأمين الذي

يعصمنا في السنة العادية
لكن بعض القوم هيابة

في القوم لا تغبطه الباديه
لا ينطق العرف ولا يلحن

العزف ولا ينفذ بالغازيه
إن تنصب القدر لدى بيته

فغيرها يحتضر الجاديه
لكن أخي أروع ذو مرة

من مثله تسترفد الباغيه
لا ينطق النكر لدى حرة

يبتار خالي الهم في الغاويه
إن أخي ليس بترعية

نكس هواء القلب ذي ماشيه
عطافه أبيض ذو رونق

كالرجع في المدجنة الساريه
فوق حثيث الشد ذو ميعة

يقدم أولى العصب الماضيه
لا خير في عيش وإن سرنا

والدهر لا تبقى له باقيه
كل امرئ سر به أهله

سوف يرى يوما على ناحيه
يا من يرى من قومنا فارسا

في الخيل إذ تعدو به الضافيه
تحتك كبداء كميت كما

أدرج ثوب اليمنة الطاويه
إذ لحقت من خلفها تدعى

مثل سوام الرجل الغاديه
يكفأها بالطعن فيها كما

ثلم باقي جبوة الجابيه
تهوى إذا أرسلن من منهل

مثل عقاب الدجنة الداجيهه
عارض سحماء ردينية

كالنار فيها آلة ماضيه
أشربها القين لدى سنها

فصار فيها الحمة القاضيه
أنى لنا إذ فاتنا مثله

للخيل إذ جالت وللعاديه
أقسم لا يقعد في بلدة

نائية عن أهله قاصيه
فأقصد السير على وجهه

لم ينهه الناهي ولا الناهيه
© 2024 - موقع الشعر