إلى كَفْرِ أسَدٍ - محمود مهيدات

أحيِّيكِ يا بلْدَتي الغَاليَهْ
أحييكِ يا أرْضَ أجْدَاديَهْ

إليكِ أبثُّ الهَوى والغَرامَ
وفيكِ أرتِّلُ أشْعَاريَهْ

فكَافُكِ والفَاءُ والرَّاءُ كَفْرٌ
وكُلَّ الأسُودِ لَهُمْ حَاويَهْ

سَماؤكِ في الكَوْنِ أبْهَى سَمَاءٌ
نجومُكِ نُورٌ لنَا هَاديَهْ

تُرابُكِ عِنْدي أعَزُّ تُرابٍ
عليهِ دَرَجْتُ وأقْرَانِيَهْ

سُهولُكِ تبقى ربيعَ الوُجًودِ
وِهَادُكِ مَرْتَعُ أحْبَابيَهْ

وغاباتُكِ الخُضْرُ سِرُّ الجَمَالِ
وآبارُكِ العَذْبَةُ الصَافيَهْ

وبلُّوطُكِ الفَخْمُ حُلْوُ الظِّلالِ
وزيتونةُ الخَيْرِ والدَاليَهْ

طيورُكِ تهدي الصباحَ الجَميلَ
نشيداً فيوقظُ أشجانيَهْ

وغِيدُكِ حُورٌ لَبِسْنَ الجَمَالَ
ثيابُ الجَلالِ لهَا كاسيَهْ

ففيكِ الجَمَالُ وفيكِ البَهَاءُ
وعَيْنُ الإلهِ هِيَ الرَّاعِيَهْ

إذا ما بَرَحْتُكِ أصْبُو إليكِ
فأزجِيكِ مِنْ أدْمُعِي الجَاريَهْ

أحِنُّ إليكِ فأنْتِ الرَؤومُ
كُرومُكِ مَنْبَعُ آمالِيَهْ

فيَا بلْدَتِي أنْتِ صَرْحُ الفِدَاءِ
وَمَهْدُ الشَّهَادَةِ يَا سَامِيَهْ

حَنَنْتُ لذاكَ النداءِ النَديِّ
نداءٌ يدوِّي بأعْمَاقِيَهْ

أؤدي الصلاةَ معَ المسلمينَ
وفي الفجْرِ أتلوَ قرآنيَهْ

أتوقُ لأيامِيَ الحَالماتِ
وأرنُو لآمالِيَ الغاليَهْ

وروحي تتوقُ ليومِ اللقاءِ
بأهلي وصَحْبي وإخوانيَهْ

وأجلسُ بين الضيوفِ الكرامِ
وبينَ الأحبَّةِ أولاديَهْ

ويأخذُني القولُ في سَهْرَةٍ
ويجلسُ حَوْلِيَ سُمَّاريَهْ

ويأسِرُنِي صَوْتُ نِجْرٍ يَدُقُّ
وبُنٌّ وهَالٌ بِمحْمَاسِيَهْ

وأحْسُو مِنَ البُنِّ مَا أشتهي
فإنِّي أهِيمُ بِفِنْجَانِيَهْ

أقدِّسُ أرْضَاً بِهَا قَدْ غُرِسْتُ
عَشِقْتُ البَيَادِرَ والرَّابِيَهْ

فؤادي أسِيرُ الهَوى والجَمَالِ
يَهِيمُ ببلدتِيَ الباهِيَهْ

فيَا مَوْطِنُ الصِّيدِ يا بَلْدَتِي
فإنِّي أبُثُّكِ أشْوَاقِيَهْ

مناسبة القصيدة

كفرأسد ... مسقط رأسي، تربض على ربوة ضمن منطقة الأقحوانة وتبعد حوالي سبعة عشر كيلومتراً غربي مدينة إربد، تحيط بها كروم الزيتون وغابات البلوط .. وهي الآن مركز لواء الوسطية .. هذه البلدة الوادعة التي تصدّت ببسالة وشموخ للاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة
© 2024 - موقع الشعر