تأمْركْ

لـ محمود مهيدات، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

تأمْركْ - محمود مهيدات

تأمْرَكْ! لا ورَبِّ العَالَمِينَا
فأمريكا دِيَارُ الهَالِكِينَا

بِهَا قَوْمٌ تَسُودُهُمُ الخَطَايَا
فمَا كَسَبوا بِهَا دُنْيَا وَدِينَا

فمَا سَجَدوا لربِّ الكونِ شُكْراً
لِكأْسِ الخَمْرِ باتوا ساجِدينَا

مُعَاقَرَةُ الخُمُورِ بِكلِّ فَجٍّ
وأنْغَامٌ ورَقْصُ الرَاقِصِينَا

وأزياءُ الخَلاعَةِ والبغَايَا
مَصِيرُهُمُ لأسْفَلِ سَافِلِينَا

وأطفالُ السِّفَاحِ بِلا عِدَادٍ
مِنَ اللَّوْنَيْنِ، أشْرَفُهُمْ هَجِينَا

وسَلْبٌ ثُمَّ نَهْبٌ ثُمَّ قَتْلٌ
تَعُجُّ بِهَا البلادُ بِكُلِّ حِينَا

وَتُجَّارُ الحَشِيشِ بِكُلِّ صَوْبٍ
وَأقْوَامٌ هُنَاكَ مُخَدَّرِينَا

مَحَطَّاتُ القِطَارِ بِهَا مَنَامٌ
لِقَوْمٍ سُكَّعٍ مُتَشَِّردِينَا

يُرَبُّونَ الكِلابَ بِكُلِّ بَيْتٍ
كِلابٌ مَعْ كِلابٍ قَاطِنِينَا

مُعَزَّزَةٌ مُكَرَّمَةٌ لَدَيْهِمْ
تَفوقُ المَالَ لا بَلْ والبَنِينَا

فَنحْنُ اليوْمَ في بَلَدٍ غَريبٍ
بِعِشْرَةِ صُيَّعٍ هَا قَدْ بُلِينَا

تَرَكْنَا خَلْفَنَا بَلَداً عَزِيزاً
دَرَجْنَا فَوْقَ تُرْبَتِهِ سِنِينَا

بِلادِي أنْتِ خَيْرُ الأرْضِ طُرَّاً
فَيَا أردُنُّ يا دِرْعَاً مَتِينَا

عَشِقْنَا فِيكِ شَعْبَكِ مُذْ خُلِقْنَا
فَبَعْدَ فِرَاقِهِ ذُبْنَا حَنِينَا

وَعِشْنَا بَيْنَ أحْبابٍ كِرَامٍ
سَيبْقَى حُبُّهُمْ مِنَّا وَفِينَا

وَلِلَّهِ العَلِيِّ هُمُ عِبَادٌ
وَيَتْلُونَ الكِتَابَ مُسَبِّحِينَا

يُؤدُّونَ الصَلاةَ بِكُلِّ وَقْتٍ
تَرَاهُمْ سُجَّدَاً مُتَبَتِّلِينَا

ودِينُ اللَّهِ إسلامٌ حَنِيفٌ
بِنُورِ اللِّهِ إنَّا قَدْ هُدِينَا

فبالإسلامِ نَسْعَدُ باتِّبَاعٍ
بِسُنَّةِ أحْمَدٍ مُتَمَسِّكِينَا

بِلادِي جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ حَقَّاً
نَعِيشُ بِهَا بُحُبٍّ آمِنِينَا

نُقبِّلُ تُرْبَهَا المِعْطَاءَ حُبَّاً
وَنَبْنِي صَرْحَهَا حَجَرَاً وَطَينَا

ونَرْجو اللَّهَ للإسلامِ نَصْراً
إليهِ بأحمدٍ مُتَوَسِّلِينَا

وأنْ يَحْمِي لنَا الأردنَّ دَوْمَاً
مِنَ الأشْرَارِ والمُتَرَبِّصِينَا

صَلاةُ اللَّهِ والأمْلاكِ طُرَّاً
على المُخْتَارِ تَاجِ المُرْسَلِينَا

© 2024 - موقع الشعر