أهلي فداء له

لـ الخنساء، ، في غير مُحدد

أهلي فداء له - الخنساء

يا عين جودي بالدمع الغزار
وابكي على أروع حامي الذمار

فرع من القوم كريم الجدا
أنماه منهم كل محض النجار

أقول لما جاءني هلكه
وصرح الناس بنجوى السرار

أخي! إما تك ودعتنا
وحال من دونك بعد المزار

فرب عرف كنت أسديته
إلى عيال ويتامى صغار

ورب نعمى منك أنعمتها على عناة غلق في الإسار
أهلي فداء للذي غودرت

أعظمه تلمع بين الخيار
صريع أرماح ومشحوذة كالبرق يلمعن خلال الديار

من كان يوما باكيا سيدا
فليبكه بالعبرات الحرار

ولتبكه الخيل إذا غودرت
بساحة الموت غداة العثار

وليبكه كل أخي كربة
ضاقت عليه ساحة المستجار

ربيع هلالك ومأوى ندى
حين يخاف الناس قحط القطار

أسقي بلادا ضمنت قبره
صوب مرابيع الغيور السوار

وما سؤالي ذاك إلا لكي
يسقاه هام بالروى في القفار

قل للذي أضحى به شامتا
إنك والموت، معا في شعار

هون وجدي أن من سره
مصرعه لاحقه لا تمار

وإنما بينها روحه
في إثر غاد سار حد النهار

يا ضارب الفارس يوم الوغى
بالسيف في الحومة ذات الأوار

يردى به في نقعها سابح
أجرد كالسرحان ثبت الحضار

نازلت أبطالا لها ذادة
حتى ثنوا عن حرمات الدمار

حلفت بالبيت وزواره
إذ يعملون العيس نحو الجمار

لا أجزع الدهر على هالك
بعدك ما حنت هوادي العشار

يا لوعة بانت تباريحها
تقدح في قلبي شجا كالشرار

أبدي لي الجفوة من بعده
من كان من ذي رحم أو جوار

إن يك هذا الدهر أودى به
وصار مسحا لمجاري القطار

فكل حي صائر للبلى
وكل حبل مرة لاندثار

© 2024 - موقع الشعر