عفوا جوانبها - محمد بن باني المخاريم

يسقيك يا وادي الدواسر هماليل
من مدلهمٍ به تحن الرعودي

نوه كما زرق الجمال المحاميل
قافٍ من الدندان جا من وجودي

عقب المطر يدرج على قاعك السيل
يا ديرةٍ بين السهل والنفودي

دارٍ حميناها على شرد الخيل
يومٍ كلٍ عن حياضه يذودي

عفوا جوانبها الرجال الحلاحيل
يوم الرماح ويوم قدح الزنودي

أبعد على الطامع من الجدي وسهيل
و أن كانها بالطيب يرقى سنودي

دارٍ لنا ورثٍ لجيل بعد جيل
و أحبها وأنا بسن المهودي

في موقعٍ يشفي الكبود المغاليل
كلٍ يريده مير عنه محدودي

شمالها حمر الطعوس المهاليل
وجنوبها سهلٍ بليا حدودي

مدينةٍ فيها جميع المحاصيل
من فضل ربي كل يومٍ بزودي

فيها الغروس الداجيات المظاليل
مناظرٍ تعمي عيون الحسودي

ومزارعٍ خضرٍ سواة المغاييل
هذاك مزروع وذاك محصودي

و مسبلة للناس بالصبح والليل
ولا خير في هرجٍ بليا شهودي

وفيها لسود البل مرب ومداهيل
جرد الرقاب منزحات العدودي

سود تقل مداخلٍ لونها نيل
طفحٍ لواحيها وساع الخدودي

© 2024 - موقع الشعر