بين الحرف ..و بينك.. - غانية أحمد

اذكرني و أنت تكتب حرفا
يملأ أوراقك..
اذكرني و اسأل أقلامك..
هل تعرف لي اسما أو كنية
أيضا و اسأل أشعارك..
اذكرني ولا ترهق ذاكرتك
بأسئلة تنتظر جوابك..
إن وقع حرفٌ من كتبك
ليس يراه إحساسك..
فالحرف يبحث عن زاوية
يركن فيها أفكارك..
ذاك الحرف أنا أعرفه
كان يخبرني أخبارك..
حبره يسكن أوردتي
مذ كنتَ و كانت أزمانك..
يذكرني مرة ، و ينساني
وحين تنام..يغفو أمامك..
شيء منه يصحو سرًا
ينتظر صلاتك و قيامك..
يحفظ عنك الكلمات
و يناجي جهرًا أقمارك..
لا يلقي بالاً للفوضى
يهدئها لحظات ثم يقسو عليها
يدنيها ثم يلهيها
وحين تثور في وجهه
ساخطة..
يغريها بعزف أوتارك..
يتساءل بيني وبين ذاته
عن لغة تفهم أطوارك..
يسأل نفسه مراتٍ عدة
أيُرى ذاك النور صدًى؟
أم أنه يبلغ سهوًا أسفارك..
أوَ يسكن هذا النبض هواك؟
أم أنه يسكن أسوارك..
يبحث عمن يفهمه..
أفكارًا في نفسه تتعارك..
لا يدري حقا ما يصنع؟
لكنه يأبى أن يرجع..
وحين يجف الحبر غدًا
يعود الحرفُ أدراجك..
يسكن كتبك ثانية
ينتظر بشغف إفراجك..
© 2024 - موقع الشعر