ذاكــــــرة وطـــــن... - غانية أحمد

على صفحة جدول مسكون
بأحلام المراهقتين
على عتبة عام النسيان
و ذكريات الزمن الحزين
تطفو بضع كلمات لوطن
يسكن ذاكرة المغادرين
كان يحيا ذات ربيع ها هنا
تلفه أسراب الحنين
ينتفض كل لحظة
ليذكر من مازال يؤمن بالقسم القديم
بأنه نفسه ذلك الموجود هنا منذ زمن
لازال نفسه المسكون بهوى القدس
و يافا..حيفا..و دير ياسين
لازال كما كان بذات التقاسيم
يبني حجرا.. إلى حجر.. إلى حجر..
و يزرع درب العودة إلى جنين
لازال حيث كان هناك حقل
لآلاف الفلاحين
حيث كان الغيم يغطي هذه الأرض
و تصبح الشمس مع كل نبض
تنشد مع العبير ترانيم الغناء
و ترنو بخجل إلى حيث صوت البقاء
تدعو مع براعم السنبل بذات الدعاء
و تعود...تعود في آخر المساء
لتخبو مع صوت العازفين
كانت ارضي تمتص عرقي
فيزهر فلا في أواخر تشرين
كانت ارضي ترتوي بدموع التعب
بأسى من كانوا هنا..
بلحظات الدفء بلون الصبر
بصراخ المظلومين
تعانق في صمت صدى الحلم البعيد
فيرتسم في خطوتها أمل جديد
و يورق الندى ألف.. ألف عيد
و تعود لتجلس بين الحالمين
تتودد إليهم كأنما تعرفهم
تنظر بصمت إلى أوجههم و تسألهم
تقص عليهم فصول قصتها و تذكرهم
وفي آخر الليل تهديهم زهر الياسمين
كانت ارضي تسابيح كل صباح
و ترتيلا لكل العابدين
كنت و كانت قصة للعاشقين
يرويها من كانوا هنا
يرويها كل العابرين
أموت أنا وألف ألف عابر
و تبقى ارضي تروي للقادمين
مليون قصة و ثورة و صفحة
للذاكرين...
و دروسا للآتين بعدنا
للسائلين الراحلين الباحثين
هنا.. سوف يكتب الوعد الجديد
هنا.. سوف يولد الحلم البعيد
وتورق ثورتنا وطنا بلون النشيد
هنا سوف يمضون و يمضون ويمضون و..
و يبقى وطني ...
يروي لكل القادمين
مليون قصة و ثورة و صفحة
للذاكرين...

مناسبة القصيدة

إلى التي يسكنني هواها..\"فلسطين\"..في كل المناسبات و بدون مناسبات
© 2024 - موقع الشعر