درس الحب

لـ محمد المقرن، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

درس الحب - محمد المقرن

طالبةٌ في الصّف الأوّلْ
مثلُ البدرِ ولكنْ أجملْ

رفعَتْ للأستاذةِ يدَها
هلْ لي من لطفك أنْ أسألْ؟

أستاذةُ، تُهْتُ فما أدري
من حيرة فِكري ما أفعلْ؟!

كنْت أرى تقبيلي أمّي
حباً، والحبّ لمن قبّلْ

فإذا بي أسمعُ أغنيةً
للحبّ بها معنًى أطولْ

ورأيْتُ المعنى الآخر لمّا
أبصرتُ قناةَ " المستقبلْ"

أبصرْتُ رجالاً ونساءً
عيني من رُؤيتهم تخجلْ

وسمعْتُ بعيد الحبّ فهل
ألبس فستاني إنْ أقبلْ؟

هل أحمل في كفّي ورداً؟!
أم أوقد بالفرح المشعلْ؟

هل هذا الحبّ؟ كما زعموا
أو ذلك معناه الأمثلْ؟

ما الحبّ؟! أجيبيني إنّي
بخفايا قصّته أجهلْ

أطرقت الأستاذة: ماذا
أنطق؟ أيّ المنطق يعقلْ؟

أألومُ التّربية الجهلى
أم أرني والدَها الأجهلْ؟

يا طفلتيَ الحلوةَ مهلاً
قلبُك غضٌّ لا يتحمَّلْ

سُدّي أُذُنيْك ولا تسَلِي
فجوابي مرٌّ كالحنظلْ

سارت بالغيّ رواحلنا
يا لَلأمة! أين سترحلْ؟

نتركُ باب الشّرع ونجثو
نطرقُ بابَ الكفر المقفلْ

يعوَجّ بنا الدّرب كخطٍّ
باليُمنى سطّره الأشولْ

الحبّ حِكاياتٌ حمقى
تهدمُ فكرَ الجيل بِمِعْوَلْ

صارت حاءُ الحبّ حراماً
والباءُ بداياتُ المقتلْ

الحبّ السّافل دَركاتٌ
يُصْعَد منهنّ إلى الأسفلْ

نظرةُ طيشٍ ثمّ كلامٌ
شهوانيّ اللّفظِ مضَلّلْ

الحبّ لديهم تحطيمٌ
لمبادئ منهجنا الأكملْ

لا عفّةَ لا طُهرَ فسُحقاً
يا أصحابَ الحبّ الأحْوَلْ

كلًّ ينطق بالحبّ وما
أبأسَ مَنْ قال ولم يفعلْ!

أسهل حرفيْن بنُطْقِهِما
وعسيرٌ تحقيقُ الأسهلْ

الحبّ صفاءٌ ووفاءٌ
وسياجٌ بالحِشمة مُقفلْ

الحبّ هو الطّهر الأنقى
يسقي القلبَ كماءِ الجدولْ

يا طفلتيَ الحبّ مرامً
أسمى من سَقَطات مُغفّلْ

ليس الحبّ حَكايا سَفَهٍ
أعجب ذاك وذاك تغزّلْ

سيموتُ هواهُم وستبقى
حسراتٌ بالوِزر تُحَمَّلْ

ما عيدُ الحبّ سوى بدعٍ
بيد الإعلام لنا تُنقلْ

يا لَذوي التوحيد! لماذا
نفذ الكفرُ بهم وتغلغلْ؟

مَنْ عرف الحبّ كملّتنا
نحنُ أجلّ بذاك وأعدلْ

تعريفُ الحبّ مواءمةٌ
وَوِفاق في الله مُؤَصّلْ

مَنْ جعل الزوجيّةَ سَكَناً
ومودّةَ عيشٍ لا تفشلْ

علّمنا "المختارُ" حياةً
أسمى، والحبُّ بها أجملْ

مَنْ كرسولِ الله محِبٌّ
هو حقاً قائدُهُ الأولْ

قد ملأ القلبَ لعائشةٍ
حبّا يا لَلْحبّ الأمثلْ!

يحبس كي تبحث عن عقدٍ
جيشاً بالعُظماء مبجَّلْ

يا طفلتيَ، الدّينُ عظيمٌ
أرحبُ في التّشريع وأشملْ

يسقي الإسلامُ الحبَّ بنا
ما قلبُ الإنسانِ بجندلْ

فخُذي أغلى الحبّ وخلّي
يا غاليةُ الحبَّ الأرذلْ

قُضيَ الدرسُ لِيحْيا فِكرٌ
أوشك في الطّفلةِ أنْ يُقْتلْ

ومضت والفرحةُ تغمرُها
بخُطاها العذريّةِ تعجلْ

الآنَ أقولُ لوالدتي
درسَ الحبّ ولن أتمهّلْ

بنتٌ ببراءتها أمستْ
نبتَ الحاضرِ والمستقبلْ!!

© 2024 - موقع الشعر