حسطاوي - فيصل محمد الحجي

أضحى بأقصى شرقها الطنطاوي
وغدا بأقصى غربها الحسناوي

يتنافسان تباعداً واحسرتا
ولذاك أعجب ما رواه الراوي

أخوان كانا للأخوة رمزها السامي
وصوت المسلمين الداوي

بل توأمين على الشقاء وفي الرخا
ذاك الصفاء من الشوائب خاو

والليل كالسُّمَّار والأيام في
(حلب) على عهد المودة ثاوِ

والود والأدب الرفيع ومنبر
حر.. وساحات العطاء سخاوي

يا حرقة الذكرى لماض ناصع
يا لوعة حرَّى لحالٍ هاوِ

ماذا –ترى- (حلب) تقول إذا درت
بالمحزنات.. وبالوداد الذاوي؟

يا صاحبيَّ أغاب عن خلديكما
صورُ المشرد واليتيم الطاوي؟

أرأيتما حال البلاد وقد غدت
قَفْراء يعوي في دجاها العاوي؟

أعرفتما أن المساجين انتهوا
في المهلكات وفي العذاب الكاوي؟

ماذا جرى؟ وإذا جرى هل خُلْفُكم
ربو على أحزاننا؟ أيساوي؟

ولمَ الجفا؟ أخلافكم في أصله
في الدين-يا إخوان- أم دنياوي؟

أين الصفا؟ أين المودة والوفا
يا قوم؟ أين طريقنا البناوي؟

من منكم المعصوم يا أهل التقى
لنقول للمنشق: أنت الغاوي؟

بالسيف يقتتل الأنام وبالمدى
وبغيرها.. وقتالنا بفتاوي..

يا ناس.. يا (أهل الرشاد) أما لكم
طبٌّ يعالج داءنا ويداوي؟

والله ما كان الشقاق بمثمر
خيراً.. وبئس قدومه المأساوي

لولاه ما فقدت (حماة) جمالها
ورجالها بالزاحف الصحراوي..

لولاه ما ذلت (طرابلس) التي
باءت بأسوأ ما نواه الناوي

لولاه ما شمل الدمار بعنفه
(صبرا) و(شاتيلا) وفي (البداوي)

لمّا أبينا ظلَّ وحدتنا علتْ
فوق الرؤوس مظلة (المهداوي)...

فالزمْ صراط الله يا طنطاوي
والزم صراط الله يا حسناوي

كل الدروب من التراب وطينه
وطريقنا يا مسلمون سماوي...

* * *
يا حسرة كوت الفؤاد بحرها

مما دهاني منك يا حسطاوي

مناسبة القصيدة

\"مهداة إلى الأخوين الأديبين: محمد الحسناوي وعبد الله الطنطاوي.\"
© 2024 - موقع الشعر