لاحِس المبرد - فيصل محمد الحجي

هنيئاً لمنْ هاجمَ المُقعدا
أعدَّ القذيفةَ أو سدّدا..!

هنيئاً له نصرُهُ في الدُّجى
على عابدٍ غادرَ المسجدا

هنيئاً لشارونَ إنجازهُ
وقد أمرَ الجيشَ أن يَحشدا

على أعزلٍ وَهنتهُ السنو
نَ.. جابَه عُدوانهمْ مُفردا

هنيئاً لطائرةِ المُعتدي
بتحطيم دراجةِ المُعتدى

هنيئاً لمزدحمٍ بالسلا
حِ.. يُبدي التحدّي لمنْ جَرَّدا

نذالاتُ أجدادهم أنجبتْ
حفيداً لآثامهمْ جَددا

هنيئاً لشارونَ أشرارُهُ
وتخليدُ أحمدنا أحمدا..!

(هنيئاً) يَخصُّ بها السّاخرو
نَ.. كل ظَلومٍ طَغى واعتدى..!

هنيئاً لهمْ (وهمُ) إنجازهمْ
فبركانُ (غزَّةَ) لن يُخمدا..!

ولنْ يتهاوى لِواءُ العُلا
ولنْ يتوانى قطارُ الفِدا..!

بلِ انَّ القطارَ مضى مُسرعاً
وإنَّ اللواءَ سَما مُصعِدا..!

وما الظلمُ إلا وليدُ الغبا
وليدُ الغرورِ إذا عَربدا..!

وما الظلمُ إلا عمىً مُطبقٌ
على عينِ منْ يزدرونَ الهُدى..!

سيرتدُّ إجرامكمْ فوقَكمْ
وَبالاً.. كمنْ لحَسَ المِبردا..!

خسئتم فلنْ يُفلحَ المُعتدي
وكلُّ الجرائمِ ضاعَتْ سُدى..!

* * *
هنيئاً لمن لمْ يُجيدوا سِوى

وكلُّ الجرائمِ ضاعَتْ سُدى..!
فصارَ السلامُ وثاقاً لَنا

وأطلقَ للغاصبينَ اليَدا
أباحَ دماءَ شيوخِ الهُدى

وصانَ اليهودَ ومَنْ هُوّدا
إذا شقَّ أسماعَنا صرخةٌ:

أغيثوا أخاكمْ.. فماذا بَدا؟
كلامٌ.. هُلامٌ. سلامٌ.. أجلْ.؟

وضاعَ النّداءُ وماتَ الصدى
فكمْ قَتلونا بلا رحمةٍ

فهذا استشاطَ.. وذا ندَّدا
فلا نخوةُ العُربِ ثارتْ لَنا

ولا ورعٌ أيقظَ المُنجدا
هنيئاً –بحق- لشيخِ الجها

دِ. مَنْ فازَ بالأمسِ واستشهدا
وأدنى لهُ الظلمُ آمالهُ

وكمْ كانَ يَحسبُها أبعدا
كرامةُ ربٍّ كريمٍ لمنْ

أحبَّ رسولَ الهُدى واقتدى
لِذا كانَ في عيشهِ المُقتدى

كما ظلَّ في موتهِ المُقتدى
أشارونُ أنتَ ملكتَ القُوى

ملكتَ الرجالَ.. ومَنْ أيَّد
عَلامَ اختبأتَ وراءَ الجِدا

رِ.. خلفَ الحُصونِ وخلفَ المَدى؟
و(ياسينُ) يَمشي بدراجةٍ

حِدادٌ إذا خاصمَ الأدرَدا؟(1)
أيخشى الهَصورُ وأسنانهُ

حِدادٌ إذا خاصمَ الأدرَدا؟(1)
أراكَ اعترفتَ بأنَّ الجبا

نَ ظلَّ جَباناً وإنْ هَدّدا..!
فوجهُ الشهيدِ بَدا أبيضاً

ووجهُ الجَبانِ بَدا أسوَدا..!
فإنْ يَقتلوهُ فكمْ قَتلوا

منَ الأنبياءِ دُعاةِ الهُدى..!
لَنا موعدٌ يا سَليلَ الخَنا

فأكثرْ ببستانِكَ الغَرقَدا..!(2)
* * *

أياسينُ ودَّعتَنا شامِخاً
شُموخَ الرجالِ أمامَ الرّدى..!

فكنتَ الإمامَ.. وكنتَ المِثا
لَ.. حُزتَ النهايةَ كالمُبتَدا..!

ثَبَت.. ثبتَ.. ثباتَ الجِبا
لِ رغمَ العَواصِفِ مُستأسِدا..!

فلمْ تتغيّر أمامَ البلا
ولَمْ تتبدّلْ أمامَ الجَدا(3)

تناثرَ جسمكَ فوقَ الرُّبا
تناثرَ مُزنٍ إذا أرعَدا..!

لو اسطاعَ صارَ كدرعِ السَّما
لكلِّ فلسطينه سَرمدا..!

يَرومُ الرُّقادَ بكلِّ الثرى
فكلُّ رُباها هَوى مَرقَدا..!

فَداها بكلِّ صُنوفِ الفِدا
(فَجَلّ الفِدائيُّ والمُفتَدى)

ليَحمي يأشلائِهِ المَسجدا
ويبقى المِثالَ كما جَسَّدا..!

* * *
(أخي جاوزَ الظالمونَ المَدى

فحُقَّ الجهادُ وحُقَّ الفِدا)
وحُقَّ بكلِ زمانٍ أتى

لمليونِ (ياسينَ) أن يُولَدا

مناسبة القصيدة

(هنيئاً) نقولها لـ (شارون) ساخرين.. ونقولها لـ (الشيخ أحمد ياسين) صادقين فخورين..! رحم الله تعالى شيخنا المجاهد وأنزله منازل الشهداء الأبرار.
© 2024 - موقع الشعر