كلمات للوجوه الملفّقة - عبدالله سليم الرشيد

بئس الصداقة لا تحنو بوارفها
على الصديق ولا يدنو لها ثمر

ما قيمة الودّ إن كانت غمامته
فوقي وعند سوايَ الخصْب والمطر؟

يا ليته انزاح مصحوباً بغمّته
حتى تضيء عليَّ الشمس والقمر

أغاية الود تسليمٌ وبَهرجةٌ
عند اللقاء وعند الغيبة الشزر؟

أنا الصديق المفدّى كلما عرضَتْ
حاجاتُهم أقبلوا كالريح وابتدروا

حتى إذا ما أدركوا ؛ خلصوا
مني نجيّاً ولم أمنن وما شكروا

ياقلب ، مالك أرخيت الجفون على
رحيلهم ! هل بدا في قربهم ظفر؟

دعهم على سكرة الحبّ الذي حسبوا
أني رشفت ، وكأسي ملؤه كدر

هاهم أولاء على رغم الشجا وردوا
مني نميراً وكان الخير لو صدروا

وأين منهم فتىً أخلاقه كرمَتْ
مثلُ الرحيق من الأزهار يُعتصَر

سامٍ عن اللؤم صدّيقٌ وما صدقوا
عبّار جسرٍ إلى العليا وما عبروا

أكاد أرفعه - وهو الرفيع - إلى
دنيا من النور لولا أنه بشر

© 2024 - موقع الشعر