وهـج - عبدالله سليم الرشيد

نادمتُ حرفي فارتمى متموّجاً
بين السطور وفي يديه لوائي

ونفضتُ فيه توهّجي ، فجرى ولم
تظفر بمئزره يد الإعياء

ودعا الحروف ، فجئنه في موكبٍ
تَرِف المهَزّة عاطر الأضواء

وإذا بأوراقي تَرَاقصُ مثلما
رقصَتْ على موجٍ طيور الماء

فاهتشّ قلبي ، فانغمستُ بحبرها
وطفقتُ أرسم بهجتي وهنائي

فالحرف يُخصِرني بحموة قيظتي
وأنال في عطفيه دفء شتائي

وأفرّ من قلقي إلى ألقي ، على
صهواته ، ما عنتر الفلحاء؟!

وأذوب في ترف النسائم عاطراً
وأموج في بحر السنا الوضّاء

أنا واحدٌ من أمةٍ ، لكنني
متوحّدٌ بمواجعي وغنائي

أمشي وراء طبيعتي ، متأنّقاً
وتغامز الأعداء محض هباء

ويلفني شبه الزوابع ، عندما
يعثو الجفاف بروضةٍ غنّاء

ويثيرني ألم السكينة ، حينما
هتكَتْ أنوثتَها يدُ الضوضاء

وأجود بالدمع الكثيف ، وليس بي
وجعٌ ، ولكنْ داء خِلّيَ دائي

أهدي الغصون بشاشتي حتى وإن
خرّقْنَ في صلفٍ قشيب ردائي

وإذا الظلام دجا عليَّ عذرته
حبّاً لذكرى الليلة القمراء

إني لأظمأ للكرامة والندى
ويهزني عطشي إلى العلياء

ويلٌ لنفسٍ في حطيم شعورها
ما هزّها ظمأ لغير الماء

© 2024 - موقع الشعر