انكسارٌ والتئام - عبدالله سليم الرشيد

طفْتُ الحياة وملء أوردتي
أملٌ ، لديه يرتخي ألمي

أرجو بِها شيئاً ، ويفجأني
شيء يبعثر رعشة الحلم

إني ابتغيتُ الصدق فارتجلَتْ
كذباً أحاط القلب كالغُمم

ورجوتُ أن أحيا على جَلَد
في قوةٍ تسمو بِها هممي

فإذا أنا في الضعف منغمسٌ
أرتدّ من عدم إلى عدم

وطلبتُ عافيةً ، فخامرني
وجعٌ يحثّ ركائب الهرم

ورجوتُ لي حرّية ، طمِعتْ
فيها شعوب الأرض من قِدَم

فإذا أنا المأسور في قلقي
وإذا أنا المكروب في ظُلَمي

وطمعت في أمن ألَذّ به
فإذا رعاف الخوف ملء فمي

كم قلت للآمال : لاتَهِني
فاحتثّها يأس فلم تُقِم

ودعوت : يا أشواق فانطلقي
بالتائق المشغوف للقمم

فارتدّت الأصداء _ ساخرةً_ :
يا عاقد الآمال بالصنم!

فرجعتُ منكسر الخطا ولِهاً
حيران أقتات الشحوبَ ظمي

وإذا بأوراقس تُهامسني
فأرقتُ فوق بياضها حُلُمي

وصنعتُ بالكلمات مملكةً
وأذبْتُ سحر الشوق في كلمي

فأنا بِها طيرٌ أفيء إلى
ظلٍّ من الصَّبَوات محتدم

غرِداً ألِفْتُ رفيف نعمتها
ونسيت ما حُزْني وما سقمي

وجعلتها لي دولةً رقصَتْ
فيها المنى ، وسفيرها نغمي

وحدودها القرطاس قانعةً
والآمر الناهي بِها قلمي

© 2024 - موقع الشعر