معطفٌ من كلماتٍ - مصطفى بن عبدالرحمن الشليح

للمغاراتِ التي أرسلها الأبيضُ
 
أخدودَ فراغ
 
معطفٌ
 
منْ
 
كلماتْ
 
شذراتُ البحر معناه
 
بما فاضَ
 
وما آضَ إلى الأزرقْ
 
بلْ ما ارفضَّ
 
موجًا مولويَّ الشذراتْ
 
في عيون الكلماتْ
 
قيلَ إنَّ الفتكة البكرَ ستأتي
 
منْ عيون الكلماتْ
 
ومنَ الإسداءِ في شهقةِ فجرٍ
 
وخيولَ الناي
 
أمواه البراري، والفراشاتْ
 
محارٌ جنحته
 
الكلماتْ
 
فإذا الريحُ بساط
 
وإذا الأفقُ وشاحٌ
 
وإذا
 
جيدُ المعاني متلع ٌ للنبراتْ
 
وإذا غنجٌ هنا
 
يلهثُ حسنا، وهناكْ
 
ما هنا
 
منْ فتكة بكرٍ
 
وما في الطرفِ خيالاتْ
 
ولكنْ
 
هيَ أطرافُ المسافاتْ
 
برودًا
 
طرزتها بالتواشيح
 
خيوطُ الذاتْ
 
لي معنى الإشاراتْ
 
ولي مسكنُها في ألق الذاتْ
 
ولي
 
ما لي منَ الذراتْ
 
العالمُ حولي
 
سابخٌ فيها، وكلٌّ نافرُ الخطوةِ
 
للآتي
 
ولي كلُّ الذي قد كان لي
 
منْ وشوشاتِ الجدول
 
منْ عبثِ النهر
 
يخصلاتٍ، وسكناه بطرفٍ أكحل
 
لي ومضُ عمري
 
وانكتابي
 
وشمة أو نغمة
 
في نبضاتِ الكلماتْ
 
الإشاراتُ إلى السكر رمالٌ
 
والتآويلُ اختلاسٌ
 
أيهذا السكرُ فيم الشمسُ
 
أسرتْ وأسَرّتْ بحديثٍ لا يقالُ ؟
 
ما الذي دحرجه الأخدودُ
 
منْ أمرٍ، ومنه همهماتٌ وسؤالُ
 
أيهذا الصمتُ
 
لمْ أصبحتَ عنقودًا، وقدْ ضاق المجالُ
 
في دوالي الكلماتْ ؟
 
لحظة أخرى
 
منَ الإغرابِ في الوقتِ، ومنْ
 
إغرابِه فينا
 
هنا أقنعةٌ تنحتها منْ دمعِنا الحرِّ
 
حدودُ الصخرِ
 
حتى لا تضيع الكلماتْ
 
ومنَ الجمرِ هنا أقنعةٌ قدْ ترتدينا
 
كلما همَّ بنا
 
صوتُ خطانا في الممرَّاتْ
 
وهْوَ قيدٌ في المرايا
 
وعلى أنخابِه
 
يصحو دمٌ عند الزوايا
 
كانَ نسيًا
 
أبيضًا، شدوَ دخانٍ، وبقايا
 
خطوُنا بين الممرَّاتْ
 
وفي أبوابِه
 
شيخٌ، وقنديلٌ، ومنديلُ حكايا
 
ثمَّ إزميلٌ يدقُّ
 
ينحتُ العمرَ عبورًا حيثما الرجعُ يرقُّ
 
والهديلُ المسترَقُّ
 
كانتِ الأبوابُ سبعا
 
ما درى منْ أيما يأخذُه الشوقُ
 
وفي أيتها
 
يرسو الوجدْ
 
حتى يكتبَ الألواحَ
 
مَنْ غابَ عن الدنيا، وما غابَ
 
عن الرؤيا
 
وما ضاءتْ سوى في مقلتيه
 
جذبةُ الوردْ
 
كانتِ الأبوابُ سبعًا
 
ودرى
 
رغم عباءاتٍ منَ الدربِ
 
وزنارٍ برى
 
منْ سفارٍ ما برى
 
أن امحاءً بالغٌ أمرًا، ومنْ أعتابها
 
ما حلَّ في أعتابِه
 
أنَّ الإزارَ انحلَّ بالأسرار
 
عنْ أكوابِه
 
هوَ شيخٌ والتآويلُ عصاه
 
ولقدْ حوّله الإشراقُ
 
منْ لغةٍ تسعى إلى ماءٍ
 
تراءى في الكؤوسْ
 
بين رقراقٍ من الحلم ورقراقْ
 
يدٌ بيضاءُ
 
أمْ تلك عصاه في الأساطير
 
تجوس
 
ببراقٍ واختراقْ
 
لمْ يكن شيخًا
 
وما كانتْ عصاه خيزرانًا
 
منْ وجوسْ
 
كانَ ما كانَ
 
أبيضًا، شدوَ دخانٍ، ومرايا
 
خطوُنا
 
بينَ الممرَّاتْ
 
هنا أرصفة
 
منعقدٌ منْ صوبها عارضُها الهامي
 
منَ الخطو إلى الخطو
 
محطاتٌ .. محطاتْ
 
عرباتٌ .. عرباتْ
 
عاريةٌ منْ حدوس الكلماتْ
 
أينا لم تنتهبْه شرفةٌ منْ عرباتْ ؟
 
عرباتٌ منْ كلامْ
 
وكلامٌ بصهيل الريح يزجي عرباتْ
 
وسؤالٌ عنْ تخوم الذِّكرْ
 
حوذيٌّ هوَ البعدُ
 
إذا خفَّ امرؤ القيس
 
وألهوبٌ
 
ولكنْ
 
هدهدٌ هذي المسافاتُ
 
وتلك العرباتْ
 
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
 
وأدرك ما قدْ كانَ حينَ تدبَّرا
 
فقلتُ له: لا تبكِ عينُكَ إنما
 
هو الهدهدُ الرائي ودربه ما ترى
 
عرباتٌ أمْ عرباتْ ؟
 
أمْ كوىً منْ شرفةِ تختزلُ العالمَ
 
لوحًا ودواة ؟
 
لمغاراتٍ
 
هنا ما عبرتها عرباتْ
 
بعضُ لغوٍ
 
منْ حديثٍ وشتاتْ
 
وانكتابٌ
 
في
 
المرايا
 
معطفًا
 
منْ كلماتْ
© 2024 - موقع الشعر