خَيْتاه

لـ جريس دبيات، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

خَيْتاه - جريس دبيات

خيتاه ُ * ناداها الحنينُ
 
ولم تردَّ له الجوابْ
 
خيتاهُ يا رجع الصدى
 
يَهْوي على القلب المُصابْ
 
خيتاهُ يا أنَّات ِ ما يبقى
 
من العمر المُذابْ
 
يا جرحيَ المفتوحَ . . .
 
ما حنّ التراب الى الترابْ
 
كل الزنابق مسّها كانون فارتعشَتْ
 
وهبّت من ثراها
 
ليلَ ناداها السحابْ
 
إلاّك ِ ، لاشَتْك ِ الصواعق
 
فاندثرت ِ على مساحات العذابْ
 
ومضيت بالحلم المعلّق ، بالزوابع ،
 
بالسَّرابْ . . .
 
* * *
 
كانون والميلاد والشجر المزيّن والرجاءْ
 
وشرائح الكانون تدعو السامرين . .
 
الى العشاءْ
 
وأنا وزنبقتي البعيدة حالمانْ
 
هم يأكلون – أنا أعِدُّ لهم –
 
ويأكلني الحنينْ
 
يتضاحكون ، فأدّعي ضحكًا ،
 
ويخنقني الأنينْ
 
ويثرثرون ومسمعي للذكريات
 
على مدارات السنينْ
 
وأنا و"أدما " حالمانْ
 
وأرى بعينيها المودّة والحنانْ
 
وبوجنتيها كيف يزهو الورد
 
في أحضان حجرتنا الدفيئهْ
 
وتروح قبلتها تعيّد اليَّ. .
 
أيام الطفولة والحكايات البريئهْ
 
ويسيح رأسي فوق عاتقها
 
وتأخذني اليدانْ
 
خيتاه يا وجهي القديمْ
 
خيتاه يا حبي الحميمْ
 
يا زنبق الحرمان مشدودًا
 
الى جرحي الأليمْ
 
يا شوقيَ الممتدَّ من قلب التراب ِ
 
الى السماءْ
 
وحرارَة الدمع المضّرج ِ بالمرارة ِ
 
في خدود حزّها طول البكاءْ
 
يا ليته أجدى الدعاءْ !
 
ويظلّ ما بيني وبينك
 
في الليالي السود
 
أشلاءَ الدعاءْ . . .
 
* * * *
 
* خيتاه : عاميّة أختاه ، هكذا كان الناظم ينادي اخته المرحومة في أيام طفولته ، وبقي يداعبها بهذه المناداة حتى آخر أيامها .
© 2024 - موقع الشعر