حنظلة

لـ جريس دبيات، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

حنظلة - جريس دبيات

ما الذي ترجو بروجُ العاج من طفل
 
يُسمّى حنظلهْ ؟
 
يتّموه أبويه ِ
 
سلبوه أخويه ِ
 
سكبوا ناراً وبنزيناً
 
على غضّ يديه ِ
 
واستباحوا ما تبقّى
 
من عناوينَ لديه ِ
 
خلف الله عليه ِ . . .
 
إن يُعِدْ من حقله المسلوب . . .
 
حتى سنبلهْ
 
* * *
 
كل من قد ولغوا في دمنا المسفوح ِ
 
صاروا أبرياءْ
 
كل من باعوا بفلسين ثرانا
 
اصبحوا الآن علينا أوصياءْ
 
طردونا ليل ضعنا
 
راودونا يوم جُعنا
 
وادَّعوا عند التباهي
 
أنهم كانوا الحماة الأوفياءْ
 
* * *
 
نحن أدْرَى بغرور النخل في ليل الجنونْ
 
نحن شعب غارق في دمه حتى العيونْ
 
نحن شعب لا يخونْ
 
ضجّ من تقتيلنا سيفُ الردى
 
ناح من تشتيتنا رجعُ الصدى
 
وبقينا – فوق كلّ الكيد –
 
شعباً لا يهون ْ
 
* * *
 
أيها الراضون عن تجويعنا
 
أيّها الماضون في تقريعنا
 
قد سئمنا من شعارات النضال ِ
 
ومللنا من أناشيد القتال ِ
 
فارفعوا عنّا صفيح المقصلهْ
 
ودعونا كي نُتمَّ " المهزلهْ "
 
خاطىءٌ مَنْ ظنّكم . . .
 
أحفاد ابطال الفتوحْ
 
ساذجٌ من يشتري منكم كلاماً
 
يا بقايا قوم نوحْ
 
خاسرٌ من ظنّ يوماً
 
أنكم مِمّن يداوون الجروح . . . !
 
* * *
 
قد وُلدنا يوم ان عزّت
 
على الأرض الولادهْ
 
وقضَينا بعد ان عزّت
 
على العُرب ميادين الشهادهْ
 
ورفعنا صوتنا الرنّان في لُجّ الصمود ِ
 
وبقيتم تنشدون الشعر للأسماك
 
عن لحم اليهود ِ
 
أيّ نصر كان قد يأتي
 
على مدّ الوعود ِ ؟
 
نحن أدْرَى ،
 
أيّ بحر سوف يُرسينا
 
على برّ الوجود ِ
 
* * *
 
قسماً بالجسد الواهي تلقّته سياطٌ ونعالْ
 
قسماً بالبيت مهدوماً على ربِّ العيالْ
 
قسماً بالأرض ما زالت تعاني الاحتلالْ
 
قسماً بالقدس يبكيها صليب وهلالْ
 
إنهم أبْيَن عذراً
 
حين بادلناهُمُ نار العداءْ
 
إنهم أهونُ منكم
 
فهُم ليسوا الاحبّاء وليسوا الاقرباءْ
 
آه يا ظُلم القريب ِ
 
آه يا غدر الحبيب ِ
 
صرختي تذهب فيكم ،
 
مثل آمالي ، هباءَّ في هباءْ . . .
 
* * *
 
زعتر التلِّ الذي اشتاق الربيعْ
 
بين بيروت ويافا
 
بين عمّان وحيفا
 
بين اشتات البلاد الضائعهْ
 
وهُتافات الوفود الراجعهْ
 
وعصارات البطون الجائعة
 
أبداً ليس يضيع
 
رغم ما يُعرض منه
 
في بلاد الناس ، من خمسين عاماً ،
 
للمبيعْ
 
* * *
 
إخفضوا الصوت فقد نامت على أحلامها
 
أمَّ الشهيدْ
 
ودّعت أولادها
 
شيّعت أكبادها
 
ثمّ عادت – بعد طول العمر –
 
تشتاق لمولود جديدْ
 
وقَّّعت آهاتِها تهليلةً حرَّى
 
وهزّت عرش ربِّ الكون
 
فانجابت سماء الله . . .
 
عن شبل عنيدْ
 
هي مَنْ مِنْ حقّه ان يكتب التاريخ
 
لا أنتم ، زرافات ِ العبيدْ
 
* * *
 
نحن لسنا ضُحكة في مهزلهْ
 
نحن طفل اجبر النيران ان تسجد لهْ
 
قد غُزينا فرفضنا
 
وبُلينا فانتفضنا
 
حجراً كان القرارُ
 
حجراً كان المسارُ
 
وعلا صوت المخيمْ
 
فرض الحلّ ولم يستجدِه
 
من أي لوطيّ مُهندمْ
 
فدعوا الأمرَ لعينَيْ حنظلهْ
 
فهو أدرى منكمُ بالمسألهْ
 
وهو أوْعى بمساحات الدهاء المقبلهْ
 
واستريحوا وأريحوا ،
 
نحن ولّينا علينا حنظلهْ
© 2024 - موقع الشعر