اعتراف ساذج - حسن إبراهيم الحسن

ماذا سأروي عن بدايتنا ؟
 
ابتعدنا عن طفولتنا كثيراً
 
فاستفاقتْ في هواجِسنا الجهاتُ ،
 
و شفَّنا شغفٌ إلى المجهولِ
 
هلْ بِتنا رجالاً كي نُجرِّبَ شهوةَ المنفى بعيداً عن وصايا الأمهاتِ ؟
 
و عن بِلادٍ باتَ يكسرنا صداها في نشيدٍ صاعدٍ
 
من أنَّةِ الناياتِ فجراً في منافينا ،
 
اغتربنا دونَ أن نمضي إلى جِهةٍ ...
 
كأنَّ الأرضَ تخلعنا و تمضي خلفَ من طاروا حماماً كي نجاوِرَ وَحْشةَ الشرفاتِ / نحرسها منَ الفوضى
 
و مما قَدْ تُخَلِّفُهُ حصى الغرباءِ من فَزِعِ الزجاجِ على نوافِذهم ...
 
هنا
 
لا شيءَ يكسرنا على بابِ المساءِ سِوى
 
طريقٍ مترفٍ بالأمسِ يشرِعُنا على الذكرى :
 
عَدَوْنَا - خلفَ مَنْ رحلوا - حُفاةً
 
لم نَكُنْ بَعدُ اتشحنا بالرجولةِ ، كانَ ينقصُنا اعترافٌ ساذَجٌ بالشوكِ كي نبكي على شيءٍ يُبَرِّرُ دَمْعنا ...
 
ماذا سأروي عن بدايتنا ؟
 
انتهينا ؛
 
أصدقائي غائبونَ
 
و حاضِرٌ - حولي - صداهم دافِئاً /
 
( ليلى ) تناست ( قيسها ) المجنونَ يرمَقُني ،
 
و يصرخُ
 
- كلَّما ألقيتُ في وَضَحِ المرايا قامتي -
 
: ها أنتَ في المرآةِ وحدي يا غريبُ !
 
* * * *
© 2024 - موقع الشعر