دوري رحى الكلمات - إبراهيم طيار

دوري رحى الكلمات دوري..
 
و اصرخي غضباً وثوري
 
وتفجّري يا كبرياء الشّعرِ من بين السّطورِ
 
لا..لستُ أكتب باليراعِ ولست أهمسُ بالصّريرِ
 
قلمي شهابٌ ثاقبٌ وصريرهُ مثل الزّئيرِ
 
ودمي يسيلُ هنا على خدِّ القصيدةِ كالغديرِ
 
وفمي كبركانٍ يبعثرُ في الشّهيقِ وفي الزّفيرِ
 
ناراً وجمراً فوق أوراقٍ أحرّ من السّعيرِ
 
دوري رحى الكلماتِ..
 
إنّ العمرَ أقصرُ من قصيرِ..
 
كوني صهيلَ الخيلِ في إطلالة الجّيشِ المُغيرِ
 
ورِديْ الحتوفَ أخافُ من موتِ الحروفِ على السريرِ
 
***** *******
 
يا شَعرُ اقرع بالخناجرِ فوق أبوابِ الصّدورِ
 
وانزل كصاعقةٍ على الأمواتِ في غيرِ القبورِ
 
كثُر النّيامُ على ذراعكَ حين لُفّتْ بالحريرِ
 
جعلوكَ غانيةً تبيعُ اللهو في غُرفِ القصورِ
 
وخصوكَ مثل العبدِ ثم رموكَ في قصرِ الأميرِ
 
زمنٌ يفيضُ دماً ونحنُ نُفيضُ دنّانَ الخمورِ
 
زمنٌ يَهزُّ بنا الجبالَ وهمّنا هزُّ الخصورِ
 
" الليلُ يا ليلى "وليلى بالهلاكِ وبالثبورِ
 
تدعو على عشّاقها في يومِ مأتمها الكبيرِ
 
"الليلُ يا ليلى"وشمسُ الظّهرِ تنحتُ في الصّخورِ
 
"الليلُ يا ليلى"لقد دخلَ الشّعاعُ إلى الجّحورِ
 
"الليلُ يا ليلى"وسكّينُ الفرنجةِ في النّحورِ
 
الليلُ...يا ثكلى ويا قتلى بأعمارِ الزّهورِ
 
الليلُ...يا أجسادَ أطفالٍ تئنُّ على الحصيرِ
 
الليلُ..يا سجناً وسجّاناً ويا وجع الأسيرِ
 
يا أمةً بيعتْ..وبيعتُ كالسّبيّةِ من عصورِ
 
يا أمّةً ذُبحتْ وفيها ألفُ عنترةٍ وزيرِ
 
سحقوا جماجمَ بعضهمْ بعضاً بتيسٍ أو بعيرِ
 
لكنّهم لم يُرسلوا سيفاً إلى أهلِ الثّغورِ
 
لم يقرعوا طبلاً ولم يستنفروا يومَ النّفيرِ
 
يا أمّتي..
 
لا تصرخي..
 
لا تندبي..
 
لا تستجيري..
 
فالخيلُ حين يسوسها الغلمانُ تمسي كالحميرِِ
 
الخيلُ حين يسوسها الغلمانُ تمسي كالحميرِِ
© 2024 - موقع الشعر